شهد الرئيس حسني مبارك أمس احتفالات القوات المسلحة بالعيد السابع والثلاثين لانتصارات أكتوبر التي أقيمت بالشاطئ الشرقي لقناة السويس في سيناء، وسط رجال القوات المسلحة وكبار المسئولين بالدولة. وقام الرئيس مبارك بوضع إكليل من الزهور على النصب التذكاري لشهداء القوات المسلحة شرق قناة السويس وقرأ الفاتحة على أرواح الشهداء، ثم عزفت الموسيقى العسكرية سلام الشهيد والسلام الوطني. وكان فى استقبال الرئيس مبارك المشير محمد حسين طنطاوي القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي والفريق سامي عنان رئيس أركان القوات المسلحة وقادة الأفرع الرئيسية وكبار رجال القوات المسلحة والدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء وصفوت الشريف رئيس مجلس الشورى وشيخ الأزهر أحمد الطيب وعدد من الوزراء. وعقب وصول الرئيس عزفت الموسيقى العسكرية السلام الوطني لجمهورية مصر العربية. ووضع الرئيس في بداية احتفالات مصر والقوات المسلحة بالذكرى السابعة والثلاثين لانتصارات حرب أكتوبر المجيدة صباح الاثنين أكليلين من الزهور على النصب التذكاري للجندي المجهول بمدينة نصر وضريح الرئيس الراحل أنور السادات. كما قام الرئيس مبارك بوضع أكليل من الزهور على ضريح الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وقرأ الفاتحة ترحما على روحه ثم صافح أفراد أسرته. إلى ذلك، قال الرئيس مبارك في تصريحات لجريدة القوات المسلحة إن "نصر أكتوبر فتح الطريق إلى السلام.. لكن السلام فى حاجة مستمرة لمن يحميه". واعتبر أن "نصر أكتوبر قد برهن على المعدن الحقيقي للمصريين..وسيظل دليلا على أصالتهم وصلابتهم وقوة عزيمتهم وقدرتهم على صنع المستحيل"، وتابع قائلا: "لتكن روح أكتوبر حافزا لنا جميعا.. فى سعينا للحاضر والمستقبل الأفضل". وأشار إلى أن مصر فتحت الطريق للسلام فى الشرق الأوسط..ولم تدخر جهدا خلال الأعوام الماضية لدفع مسيرتها وإقالتها من عثراتها نحن نؤمن بالسلام العادل والشامل والدائم كشرط ضروري لتحقيق الأمن والاستقرار لكافة دول وشعوب المنطقة. وحذر من أن عملية السلام لا تتحمل فشلا جديدا، وقال "أحذر فيما أقوم به من اتصالات من تصاعد العنف والإرهاب فى المنطقة وعلى اتساع العالم إذا انهارت المفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل". ولفت إلى أن السلام لن يتحقق إلا بإنهاء احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية،وقال "إن القضية الفلسطينية هي جوهر النزاع العربي الإسرائيلي ومفتاح تسويته وتحقيق تقدم وصولا لاتفاق سلام على المسار الفلسطيني يفتح الطريق أمام تحقيق تقدم مماثل واتفاقات مماثلة على المسارين السوري واللبناني." ونوه الرئيس مبارك إلى أن مصر ستواصل الاتصالات من أجل إنقاذ عملية السلام، وقال"سنواصل اتصالاتنا مع الجانب الإسرائيلي والولايات المتحدة وأوروبا لإنقاذ السلام.. زيارتي السريعة لألمانيا وإيطاليا جاءت فى هذا السياق وقبل أيام معدودة من انتهاء مهلة تجميد الاستيطان". وأضاف: "رئيس الوزراء الإسرائيلي اتصل بي مرتين فى محاولة لإيجاد مخرج من المأزق الراهن..وقلت له أن استئناف بناء المستوطنات يعرقل المفاوضات ويقوض عملية السلام .. أبو مازن طلب اجتماع لجنة المتابعة العربية بالقاهرة..وأتطلع لمواقف إيجابية ومسئولة من إسرائيل تنقذ مفاوضات السلام. واستطرد: "لقد بذلت جهودا كبيرا لتهيئة الأجواء لإطلاق المفاوضات المباشرة فى واشنطن.. وطرحت رؤية مصر بقوة ووضوح فى كلمتي بالبيت الأبيض.. كما عاودت طرحها خلال استضافة الجولة الثانية من المفاوضات فى شرم الشيخ..وقال: من غير المعقول أن تنطلق المفاوضات ثم تتوقف بسبب استئناف بناء المستوطنات..فالنشاط الاستيطاني يلتهم الأراضي المحتلة على نحو ينال من أهم مقومات الدولة الفلسطينية المستقلة,وهو الأرض. وشدد على مواقف مصر تجاه القضية الفلسطينية، وقال: نحن مع السلام العادل الذي يعيد الحقوق لأصحابها على نحو ما تضمنته مبادرة السلام العربية المطروحة منذ عام 2002 .