سادت حالة من الهلع والخوف الشديد أهالي قرية الزهراء عقب تسمم عدد من الأهالي والأطفال، وعاش الأهالي ليلة عصيبة لم تر أعينهم فيها النوم من شدة الخوف وخاصة بعد نقل أكثر من 60 حالة إلى المستشفيات. "المصريون" التقت المصابين وأهالي القرية المتواجدين مع أبنائهم داخل مستشفى الأحرار بالزقازيق، حيث أجمعوا على أن تسممهم نتيجة تلوث مياه الشرب لاختلاطها بمياه المجارى، وذلك لمرور مواسير مياه الشرب من داخل الطرنشات الأهلية، ويحتمل وجود كسر بمسورة المياه وتسرب مياه الصرف واختلاطها بمياه الشرب، مؤكدين أن الترمس والأطعمة التى تناولوها فى حفل العرس بريئة من التسمم. وأكد مصطفى محمد منير، أننا فوجئنا بإصابة البعض من أهالى القرية بحالات قيء وإسهال وأننا أسرعنا بالاتصال بالإسعاف، وسيطرت حالة من الرعب بين الأهالى بعد ارتفاع أعداد المصابين وهرع الجميع خلفهم إلى المستشفي ولم يعودوا إلى منازلهم حتى تتحسن حالتهم وخروج الغالبية منهم. وأضافت سحر جمعة، إحدى المصابات، أنني شعرت بمغص شديد وارتفاع فى درجة الحرارة وترجيع واعتقدت أنها "نزلة برد" لكني فوجئت بإصابة أبنائي وأخواتي وتردد بين الأهالي أن السبب أكل الفرح على الرغم من أننا لم نأكل من الطعام. وقالت منى محمد منير مصابة إن نفس الأعراض ظهرت عليّ أنا وزوجي وأولادي وفضلنا ندخل الحمام كل شوية ولما السخونية زادت خفنا على أنفسنا وتم نقلنا مع باقي المصابين إلى المستشفى. وتابع أحمد سمير أنه أصيب 8 أشخاص من منزلنا ولابد من تنفيذ مشروع الصرف الصحي للقرية لأن خزانات الصرف بترشح على مياه الشرب، والبعض من الأهالى مصابون بأمراض الفشل الكلوي والكبد بسبب المياه غير الصالحة للاستهلاك الآدمي. وأضاف محمد يوسف، والد أحد الأطفال: "بكيت عندما عرفت بإصابة ابني الوحيد صالح بالتسمم وأسرعت إلى المستشفى وظللت بجواره حتى تحسنت حالته، وللعلم مياه الشرب وحشة وفى حالة تركها لأكثر من يوم فى إناء تظهر بها رواسب، فلابد من غسل الشبكات وتطهيرها بصفة مستمرة. فيما أكدت إيمان خالد، أن أكل الفرح برىء من التسمم والمياه هي السبب فقد شعرت بالسخونية ومغص شديد وبكيت عندما شاهدت نفس الأعراض على ابنتي حنين واحمد وطالبت المسئولين بسرعة كشف اللغز في هذا الموضوع. من جهته، قال الدكتور عصام فرحات، مدير إدارة الطوارئ بمديرية الصحة، إن جملة عدد المصابين من أهالي القرية 63 مصابًا من الرجال والسيدات والأطفال وتم نقل 35 حالة إلى مستشفى الأحرار و28 حالة لمستشفى القنايات، وتم إجراء الإسعافات الطبية اللازمة لهم بعد إعلان حالة الطوارئ، وتم خروج عدد كبير من الحالات بعد تلقيهم العلاج وتحسن حالتهم وأن الحالات الباقية مازالت تحت الملاحظة الطبية وحالاتهم العامة مطمئنة. وفي القرية المنكوبة رصدت "المصريون" ما دار بها حيث قال صبري جندية، رئيس الوحدة المحلية للقرية، إن القرية تعدادها 11 ألف نسمة وهى القرية الأم ويتبعها 5 قرى وأنها القرية الوحيدة المحرومة من مشروع الصرف الصحي وتعوم على بركة من المياه، لافتا إلى أن جميع المصابين من منطقة واحدة وأن شبكات مياه الشرب جديدة وتم تنفيذها من شهرين ولم يتم استلامها حتى الآن. كما تم تشكيل لجنة لمراجعة حالة الشبكة للتأكد من وجود انفجار من عدمه واختلاط المياه بمياه الصرف الصحي. فيما أوضح ناجى دهشان، مدير مدرسة الزهراء الإعدادية، أن أهالي القرية يعتمدون فى الصرف على الطرنشات التى أدت إلى ارتفاع منسوب المياه الجوفية ونقوم بالنزح عن طريق الجرارات وتقوم الجرارات بإلقاء مياه المجارى فى الترعة، مما يزيد الطين بلة وتتسبب فى إصابة المزارعين بالأمراض، مشيرًا إلى أن الأهالي أصيبوا بحالة من الذعر بعد تزايد أعداد المصابين إلى جانب قيام أهالي القرى المجاورة بمخاطبة الأهالي عن طريق مكبرات الصوت وتحذيرهم بعدم تناول مياه الشرب، مما دفع الغالبية إلى شراء المياه المعدنية حتى حضور المسئولين. من جهتها، أمرت نيابة مركز الزقازيق بإشراف المستشار أحمد دعبس المحامى العام لنيابات جنوبالشرقية بالتحفظ على متحصلات بقايا الطعام والقيء وسرعة عرضها على معامل وزارة الصحة لبيان عما إذا كان هناك تسمم من عدمه كما طلبت النيابة تحريات المباحث حول الواقعة واستعجالها واستماع فريق منها لأقوال المصابين ال 63 من أهالي قرية الزهراء مركز الزقازيق والذين أجمعوا على أن إصابتهم بالتسمم نتيجة تلوث مياه الشرب. شاهد الصور