تبدأ غدًا الاثنين في أمستردام محاكمة النائب الهولندي اليميني المتطرف خيرت فيلدرز الذي يدعم حزبه الحكومة الهولندية المقبلة، بتهمة التحريض على الكراهية العِرْقية والتمييز حيال المسلمين. ويواجه النائب الخاضع لحماية الشرطة على مدار الأربع والعشرين ساعة، عقوبة السجن لمدة عام أو دفع غرامة بقيمة 7600 بسبب تصريحات أدْلَى بها بين أكتوبر 2006 ومارس 2008 في صحف هولندية ومنتديات على الإنترنت وبسبب فيلمه التسجيلي "فتنة" المسيء للقرآن الكريم والذي بثّه على الإنترنت عام 2008. وأحيل زعيم حزب الحرية، الذي احتلّ المركز الثالث في الانتخابات التشريعية المبكرة التي جرت في التاسع من يونيو الماضي، إلى القضاء لوصفه الدين الإسلامي ب"الفاشي" ومطالبته بحظر القرآن. وخيرت فيلدرز (47 عامًا) متهم بالتحريض على الكراهية العرقية والتمييز حيال المسلمين والأجانب غير الغربيين وخاصة المغاربة إضافة إلى توجيه إهانات للمسلمين. وقال برام موسكوفيتش: إن فيلدرز سيتمسك بموقفه في افتتاح محاكمته التي ستبدأ صباح الاثنين ويستمر القضاة في بحث الملف إلى الجمعة. وسيقدم ممثل الاتهام مرافعته في 12 من الشهر الجاري على أن يقدم الدفاع مرافعته في 19 من الشهر نفسه. واستنادًا إلى المحكمة يتوقع أن يصدر الحكم في الرابع من نوفمبر المقبل. وكانت محكمة استئناف أمستردام أمرت النيابة العامة في 21 يناير 2009 بفتح تحقيق مع فيلدرز بعد تلقيها عدة شكاوى. إلّا أن النيابة العامة قررت في 30 يونيو 2008 أن فيلم "فتنة" وتصريحات النائب لا تبرر ملاحقته؛ لأنها تندرج في "إطار المناقشة العامة". واعتبر قضاة محكمة الاستئناف أنّ "الطريقة التي جرت بها المناقشة العامة بشأن قضايا مثيرة للجدل مثل الهجرة والاستيعاب لا تخضع لطائلة القانون من حيث المبدأ إلا أن الأمر يختلف عندما يحدث تجاوز لحدود أساسية". وحاليًا يشغل حزب الحرية بزعامة فيلدرز الذي سجل أكبر تقدم له في الانتخابات التشريعية التي جرت في التاسع من يونيو الماضي، 24 مقعدًا من مقاعد مجلس النواب ال150 مقابل تسعة مقاعد سابقا. وفي حال إدانته يمكن لمحكمة أمستردام إعلان عدم جواز انتخابه لكن المتحدث باسم وزارة الداخلية الهولندية فرانك فاسينار قال: إن ذلك إذا حدث سيشكل سابقة من نوعها.