جدد الدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف هجومه على منتقدي دعوته لزيارة القدسالمحتلة، ومن بينهم الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، مطالبا إياهم بالتوقف عن "الشعارات الرنانة والمزايدات التي لا تدع للمنطق العقلي مكانا"، وأضاف: "ولا نعلم ما تخبئة الأيام للقدس الشريف من مستقبل". أكد زقزوق في مقال نشره في الإصدار الأخير من مجلة "صوت الأوقاف" التي تعد منبر وزارته، أنه "آن الأوان للكف عن ترديد الشعارات الجوفاء والمتاجرة بمقدسات الأمة الإسلامية فقضية القدس بصفة عامة أصبحت للأسف قضية الفرص الضائعة". وكان زقزوق أثار جدلاً بدعوته المسلمين إلى زيارة القدس، وتأكيده على رغبته في زيارة المدينة الخاضعة للاحتلال الإسرائيلي منذ عام 1967، غير مبال بحصوله على تأشيرة دخول إسرائيلية. ومن بين الذين عبروا عن رفضهم شيخ الأزهر، مؤكدا أن زيارة المسلمين والعرب إلى القدس في الوقت الراهن مرفوضة فهي لا تحقق مصلحة لهم، لذا فهو لا ينصح المسلمين بهذه الزيارة، لأن إسرائيل ستوظف توافد المسلمين على المدينة المقدسة لتحقيق مكاسب سياسية ولا ينبغي أن يساعدها العرب والمسلمون على تحقيق هذه المكاسب. غير أن زقزوق أصر على موقفه، قائلا إنه يستند إلى أسس دينية في دعوته إلى زيارة القدس، حيث وردت الإشارة إلي المسجد الأقصى المبارك في أول سورة الإسراء في قوله تعالي " سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ "، كما ورد عن النبي قوله "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، ومسجد الأقصى". واعتبر أن هذا يوضح بوضوح مكانة المسجد الأقصى بين المقدسات الإسلامية، لذا كان من عادة المسلمين في السابق أن يزور الحجاج إلي بيت الله الحرام المسجد الأقصى في طريق عودتهم، وفي السنة السادسة للهجرة أراد النبي أن يعتمر وقت أن كان المسجد الحرام في مشركي مكة عبدة الأوثان، فهل كان الرسول يريد الاعتراف بشرعيتهم أو مشروعيه عبادة الأوثان. وأكد أن في هذه الأدلة أكبر رد علي من يعارض زيارة المسجد الأقصى والقدس في الوقت الراهن، داعيًا المسلمين إلى زيارة الحرم القدسي وفي حالة رفض إسرائيل يكون من حقهم التوجه إلي المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان الدولية لتسجيل مواقفهم احتجاجهم علي منعهم من أداء شعيرة دينية. واتهم وزير الأوقاف المسلمين بأنهم قصروا في حق أنفسهم، باختزالهم قضية القدس في مجرد قضية فلسطينية، يتم التعامل معها مثل أي مدينة أخري كغزة أو الخليل أو خان يونس وهذا الاختزال سحب عنها المد الإسلامي الذي كان من الممكن أن يكون اقوي سلاح في مواجهة العدو المغتصب، بالإضافة إلي رفضهم الموافقة علي اتفاقية كامب ديفيد التي أبرمتها مصر مع إسرائيل غير مدركين أنهم أضاعوا فرصة عظيمة لحل القضية الفلسطينية بصورة سلمية، على حد قوله. وحث الفلسطينيين على الاتحاد ونبذ الخلافات السياسية والإيديولوجية، مؤكدا انه آن الأوان لأن "نكف عن ترديد الشعارات الجوفاء والمتاجرة بمقدسات الأمة فقضية القدس بصفة خاصة والقضية الفلسطينية بصفة عامة أصبحت قضية الفرص الضائعة"، على حد تعبيره.