ما هو السر الباتع لفاروق حسني لكي يظل في الوزارة منذ عام 1987 حتى الآن رغم كل المآسي والكوارث والسرقات والنهب الذي طال الثقافة والآثار؟! هذا السر هو الذي جعل جفنه لا يهتز ولو سرقوا الأهرامات الثلاثة وليس لوحة زهرة الخشخاش فقط. سيرمي كل الكوارث والسرقات وراء "ضهره" كما نصحه الرجل الأول في البلاد بعد فضيحة اليونسكو. عندما جاء به رئيس الوزراء الأسبق الراحل عاطف صدقي اعترض كل المثقفين عليه وبعضهم كانت اعتراضاتهم أخلاقية ومع ذلك ضرب بها عرض الحائط للأسف الشديد، ثم مضى مع كل الحكومات التي جاءت بعد صدقي فلم يجرؤ رئيس حكومة على اختيار غيره في تشكيله الوزاري كأن الثقافة لم تلد غيره رغم كل مصائبه. ما هي طبيعة هذه المؤسسة الحاكمة التي ترضى عن كل ما يغضب الرأي العام ولا يريده؟! لوحة الخشخاش تسرق مرتين ولا تكتشف السرقة إلا بالصدفة ولا يهتم بذلك فاروق حسني وكعادته يقدم كبش فداء لكل كوارثه وهذه المرة كان الفنان محسن شعلان رئيس قطاع الفنون التشكيلية الذي دخل السجن بتهمة الإهمال في المال العام مع أن المهمل الأول الذي يجب أن يدخل السجن فورا ولو بأمر اعتقال هو فاروق حسني! الرجل الذي حرق مجموعة من المثقفين في مسرح بني سويف قبل سنوات لا يضيره أن تسرق لوحة أو ألف لوحة مهما كانت قيمتها وندرتها. الذي افتخر يوما بأنه وضع المثقفين في الحظيرة يدري أنه لا يوجد من يمكنه أن يسأله عن خطأ، فكلهم تقريبا انزوا في الحظيرة ورضوا بأن يكونوا دجاجا يربيه ويطعمه! مصيبة المثقفين في بلدنا أنهم "بتوع كلام" يعرف فاروق حسني "فولتهم" وبالتالي تعامل معهم بما يستحقونه ورماهم وراء "ضهره". غلطة فاروق حسني ومؤسسته الحاكمة ستكون كارثية عليهم لو ظنوا أن الشعب مثل المثقفين يمكن حبسه في الحظيرة، ورميه وراء "الضهر". سيأتي اليوم الذي سيدخل فيه الزنزانة كل مسئول عن كوارث مصر ونهبها وسرقة خيراتها، فليطمئن محسن شعلان ولينم في زنزاته مطمئنا فلن يكون هو الكبش الوحيد. [email protected]