ايها الاحباب لقد ابدلنا الله عز وجل اعياد في الدنيا فمنها يوم الجمعة ومنها عيدين هما عيد الفطر المبارك وعيد الاضحى وهما يثبتان بالرؤية وليس بالحساب وقد تختلف الرؤية في عيد الفطر المبارك، لكن يبقى عيد الاضحى المبارك لتوحيد الامة الاسلامية بالرؤية (أي رؤية الهلال) لتوحيد الوقوف بيوم عرفات فان الاخير (عيد الاضحى) هو عيد تضحية ومساواة. فعيد الاضحى المبارك الذي مَن الله به على الامة الاسلامية فهو عيد تضحية يضحي فيه المسلمين كما ورد بالسنة والتضحية للمقتدر. فبعد الفراغ من الصلاة والخطبة يتعجل الإمام بذبح أضحيته، وكذلك يفعل جميع الناس، ليفطروا منها، ومن لم يتمكن من الذبح في اليوم الأول ذبح في اليوم الثاني أوالثالث. والأضحية سنة مؤكدة على الموسرين من الرجال والنساء، المقيمين والمسافرين، المتزوجين وغير المتزوجين، من الأحرار والعبيد، أما المعسر فلا حرج عليه في ذلك. اما الأضحية له أن يأكل منها، ويتصدق، ويدخر، ولا يحل له أن يبيع شيئاً منها حتى لو جلد الاضحية فله ان يتصدق به ايضا. كما يجزئ في الأضحية الجذع من الضأن، وهو ما أتم ستة أشهر، والثنيّ من الماعز، وهو ما أتم سنة ودخل في الثانية ومن الإبل ومن البقر ويشترط فيها السلامة من العيوب، وقد نهينا أن نضحي بالعرجاء البين عرجها، والعجفاء والعمياء والكسيرة. اما المساواة في عيد الاضحى المبارك فهى في حج بيت الله فحج بيت الله الى من استطاع اليه سبيلا، فقط كانت المساواة في الحج باللباس الاحرام الذي يرتديه كل من غني وفقير لباس واحد فقط، والوقوف بيوم عرفة، كما يستحب لكل من لا يحج صوم هذا اليوم. واليوم نرى البعض ممن يدعون في هذه الايام ايام الاضحى المبارك لتنظيم تظاهرات وذلك بالحشد للخروج في مسيرات يوم العيد عقب الصلاة الى بعض الميادين واستمرار فعاليات التظاهر بكافة المحافظات.. فلماذا؟! فهذا اليوم يوم عيد وفرحة لكل مسلم والمسلم هو المسالم وهو ايضا من سلم المسلمون منه ومن شره.. فعلينا ان نفرح في هذا اليوم وان نبهج اطفالنا بفرحة العيد ولبس الجديد والاضحية.. وليس الخروج الى الميادين للتظاهر.. فعلينا ان نقف بجانب الفقراء والمساكين في هذا اليوم. الى كل الاحباب علينا ان نتوحد في هذه الايام ايام الاضحى المبارك لحب مصر ولا نفترق فنحن اولا واخيرا مصريين.. فقد كنا على مر العصور الشعب الذي شهد له العالم بتوحدة حتى بين مختلف الاديان ليعيش في وطن واحد. والجدير بالذكر ان ايضا من السنة المحمدية أن يصل المضحي أهله، وأرحامه، وجيرانه، وأن يصافي ويعافي من بينه وبينه شحناء.