حذر الدكتور السيد البدوي رئيس حزب "الوفد" من أن انتخاب رئيس لمصر غير الفريق أول عبدالفتاح السيسي، وزير الدفاع سيؤدي إلى ازدواجية في السلطة، في إشارة دعم جديدة للقائد العام للقوات المسلحة الذي اكتسب شعبية واسعة بعد إطاحته بالرئيس محمد مرسي في الثالث من يوليو. وقال البدوي في مقابلة مع وكالة "رويترز": "لا أستطيع أن أقول إن حزب الوفد يؤيد أو يطالب بترشيح السيسي فهذه المسألة لم تطرح للمناقشة داخل حزب الوفد لكن لو قرر الفريق عبد الفتاح السيسي ترشيح نفسه أعتقد أنه لا يوجد أحد ذو ثقل سياسي سيترشح أمامه". وأضاف "وجود رئيس – أيًا كانت خلفيته – في ظل وجود وزير دفاع أو قائد عام للقوات المسلحة يحظى بكل هذا التأييد الشعبي يجعل من الجيش سلطة ومن الرئاسة سلطة أخرى". ونفى البدوي أن يكون ما حدث بعد مظاهرات حاشدة يوم 30 يونيه "انقلابا عسكريا أو أن يؤدي ترشح السيسي إلى عسكرة الدولة"، مؤكدا أن حزبه "ضد الحكم الديني وضد الحكم العسكري". لكنه أضاف "تولي وزير الدفاع – بعد أن يخلع بذلته العسكرية – رئاسة الجمهورية في ظل دستور قاربنا على الانتهاء منه يحدد سلطات رئيس الجمهورية تحديدا ضيقا جدا… يعني أن السلطة الإدارية في البلاد هي الحكومة التي تشكل من حزب الأغلبية أو حزب الأكثرية وائتلاف حاكم". وتعكس تصريحات البدوي ما اعتبرته الوكالة تغيرا كبيرا في مواقف كثير من الليبراليين والمصريين ممن كانوا يطالبون منذ أشهر قليلة فقط بإنهاء ما يرون أنها عقود من الحكم العسكري الدكتاتوري الفاشل الذي لم يجلب سوى الفقر والفساد. لكن عجز مرسي عن تنفيذ إصلاحات سياسية واقتصادية خلال فترة حكمه جعل الكثيرين يندمون على مواقفهم من الحكم العسكري الذي قالوا انه لا يزال – في أسوأ أحواله – خير من حكم مرسي. وتابع البدوي وهو عضو في لجنة الخمسين التي تعكف على تعديل الدستور "هنا لا يمكن أن نتحدث عن الدولة العسكرية فعسكرة الدولة تعني أن كل مؤسسات الدولة يديرها عسكريون". ونفى السيسي أكثر من مرة أي طموح له في تولي السلطة لكنه قال في حديث لصحيفة المصري اليوم قبل أيام ردا على سؤال عن احتمال خوضه انتخابات الرئاسة إن الحديث عن ذلك سابق لأوانه وأعقب قائلا "الله غالب على أمره" وهو ما فسره بعض المحللين على أنه تراجع عن موقفه السابق. وقال البدوي "أن يترشح أحد قادة القوات المسلحة ثم يختاره الشعب هذه إرادة شعبية". وأضاف إنه ليس ثمة ما يدعو إلى القلق من أن يسيء السيسي استخدام صلاحياته الرئاسية لان الدستور الذي يجري إعداده حاليا سيحد من سلطات الرئيس ويمنح السلطة التشريعية آلية لمحاسبة الرئيس ومحاكمته أو عزله. وأشار إلى أن "الجيش لم يكن يخطط لانقلاب في 30 يونيو…لكن لو لم يكن انحاز للشعب في ذلك اليوم لوقعت البلاد في حرب أهلية". لكنه أكد أن شبح الحرب الأهلية قد تبدد الآن قائلا "الأمر حسم"، وتابع "لم نكن نتوقع أن تدخل مصر في معركة مع الإرهاب بهذه الشراسة.. تصورنا أن هذا خلاف مع رئيس فشل في إدارة شؤون البلاد وكان يجب أن ندخل في اشتباك أفكار واشتباك سياسي. لكن وجدنا إننا نشتبك مع مسلحين.. هذه ظروف استثنائية".