سخر نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي من مبادرة الفقيه القانوني والمفكر الإسلامي الدكتور أحمد كمال أبو المجد بشأن الحوار مع جماعة "الإخوان المسلمين". وكان أبو المجد قال في بيان صادر عنه في 12 أكتوبر إنه ينتظر ردًا رسميًا من جانب جماعة الإخوان المسلمين على موقفها من المبادرة المطروحة من جانبه للخروج من الأزمة السياسية الراهنة، والتي التقي بشأنها عددًا من قيادات الجماعة منذ أيام. وطالب أبو المجد الجماعة بتحديد موقفها من المبادرة "بصدق وصراحة وترفع بعيدًا عن كل صور المناورة"، مشيرًا إلى ضرورة استئناف "حوار وطني جاد" حول ما ينبغي أن تلتزم به جميع القوى الوطنية في المرحلة الانتقالية. وتابع "هذا البيان جاء للرد على بيان القيادي بجماعة الإخوان المسلمين محمد علي بشر، الذي التقاه في محاولة لفتح النفق المظلم الذي تعيشه البلاد، والذي تمثل في انقطاع أهم نقاط التواصل بين سلطة الحكم في مصر وتيار الإسلام السياسي الذي تمثله الجماعة المذكورة"، على حد قوله . وطالب أبو المجد جماعة الإخوان بالتوقف عن "سياسة التصعيد الإعلامي والإعلاني، والتي تجعلها في مواجهة مع سائر قوى شعب مصر"، مشيرًا إلى أن هذه المواجهة "خاسرة" للجماعة, وستؤدي إلى مزيد من الخسارة للوطن . كما شدد على ضرورة تقديم تنازلات وضمانات من كل القوى السياسية لنجاح هذا السعي المشترك و"الاعتراف بسلطات الحكم الثوري القائم" والتعاون معه في كل ما يعين على الخروج من الأزمة. وفي المقابل, سخر أحد النشطاء على "توتير" من بيان أبو المجد, قائلا :"ريح نفسك, الإخوان مش هيتنازلوا عن عودة مرسي". وتابع آخر" يا عم أبو المجد لا تنهى حياتك السياسية بالتهريج، وخليك دوغري هناك جماعة محظورة انبثق عنها حزب في غفلة الظلام الذي أطاح بكل القيم المصرية، وسقط شهداء من خيرة رجالنا من الجيش والشرطة والشعب، من أين يأتي التصالح ولمصلحة من نتصالح؟، لا تنظر إلى الغرب الأمريكي والأوروبي مصر ليست مستعمرة لأوربا أو ولاية أمريكية، مصر للمصريين". وأضاف ثالث ساخرًا "أنت بتنفخ في بلونه مخرومه، الإخوان مش هيتفقوا علي رأي، خليك مع الشعب أفضل، للأسف هذه الجماعة على مر التاريخ لم تعترف بأي خطأ ارتكبته وترى أنها دائما على صواب, وهذا هو سر فشلها", وفقا لبوابة القاهرة . وكان القيادي في "التحالف الوطني لدعم الشرعية" محمد علي بشر أصدر بيانا بخصوص لقاء بين وفد التحالف والفقيه الدستوري أحمد كمال أبو المجد في 9 أكتوبر. وقال بشر إن اللقاء تم بناء على دعوة موجهة من أبو المجد إلى التحالف الوطني، لا إلى حزب الحرية والعدالة أو جماعة الإخوان المسلمين، وأضاف أن اللقاء كان في مجمله حوارا عاما يتعلق بالشأن المصري، وأنه لم يتضمن طرح أي مبادرة محددة أو حلول نهائية أو خطوات تنفيذية، وأن هدف أبو المجد الأساسي كان محاولة تهيئة الأجواء المتوترة قبل الدخول في أي حوارات سياسية. وشدد بشر في بيان صحفي نشره الموقع الرسمي لحزب الحرية والعدالة، على أن التحالف أكد خلال اللقاء أن أي خطوة للحلول النهائية لابد أن تكون في إطار الشرعية الدستورية، وأن موقف التحالف لم ولن يتغير في هذا الخصوص، وأن التحالف لا يستطيع أن يتخذ أية مواقف لا تعبر عن مطالب الجماهير, التي تخرج يوميا برسائل واضحة لا لبس فيها. وتابع أن أبو المجد طرح عدة خطوات مقترحة لتهيئة الأجواء لأي حوار لاحق، تمثلت في ضرورة الاستقرار على الحل الدستوري القائم علي بقاء دستور 2012 المستفتي عليه شعبيًا، مع التأكيد علي احتياجه لبعض التعديلات، والسعي فورًا وبجدية تامة نحو التهدئة ووقف كل صور التصعيد التي تزيد الموقف تعقيدًا كما تشكك في جدية كثير من الوعود والبيانات. وتضمنت مقترحات أبو المجد أيضا وقف حملات الملاحقة والاعتقال والاعتداء على المظاهرات السلمية مع أهمية اتخاذ الحزم والردع لوقف جميع صور الخروج على القانون والاعتداء على الأرواح والممتلكات، مع الإفراج عن المعتقلين السياسيين ومن يعبرون عن أرائهم بشكل سلمي، والتأكيد ألا تتعلق هذه الخطوات من قريب أو بعيد بالخط الأحمر المتعلق بدم الشهداء، باعتباره حق لا يمكن التدخل فيه أو التنازل عنه، كما لا يتضمن أولئك المتورطين في جرائم جنائية. وأشارت المقترحات كذلك إلى معاملة الشهداء والمصابين معاملة واحدة مثل معاملة شهداء ومصابي ثورة 25 يناير، فالجميع مصريون والمساواة بينهم ضمان مهم للانتقال إلى مرحلة جديدة إيجابية للعمل الوطني، وتنفيذ هذه المبادرات وتحقيق توافق عملي يلتزم به الجميع دون مناورة أو مزاورة.