عندما كان فضل بحر الدين مديرا تنفيذيا كثير الأسفار، كانت الوجبات الجاهزة جزءا دائما من أمتعته، فالكثير من الفنادق التي كان يقيم فيها لم تكن تضم مطاعم حلال للمسافرين المسلمين أمثال هذا السنغافوري البالغ من العمر 47 عاما والمولود في سريلانكا، إلا أن السفر الحلال يزداد شعبية الآن. وكانت الغرف تفتقر إلى مؤشرات تحدد وجهة مكة، وكان الموظفون غير قادرين على الإجابة عن أسئلة النزلاء المسلمين بشأن حاجاتهم الخاصة. وقال فضل "أمضيت نصف حياتي في الفنادق والطائرات. لكن كوني مسلما، كنت أشعر بالإحباط من قطاع السفر وعدم قدرة الفنادق على تقديم الخدمات الملائمة. لا تعرف متى يحين وقت الصلاة وأين وجهة القبلة ولا يمكنك إيجاد أطعمة حلال. لكن السفر الحلال يزداد شعبية الآن فالطلب على منتوجات وخدمات مسموحة في الإسلام يتعدى الأطعمة والخدمات المالية معدومة الفوائد مع تنامي تأثير المسافرين المسلمين الأثرياء. ومن المتوقع أن تصل قيمة سوق السفر الحلال إلى 100 مليار دولار سنويا في غضون سنتين، حسبما يقول فضل، الذي استقال من منصب إداري رفيع المستوى في شركة اتصالات كبيرة في العام 2006 وأنشأ شركته الخاصة للاستفادة من هذا الازدهار المتوقع. وشركة "كريسنت ريتنغ" التي يملكها فضل هي الشركة الوحيدة في العالم التي تصنف الفنادق عالميا تبعا لمراعاتها لاحتياجات المسافرين المسلمين. ويروج موقعها الالكتروني أيضا لرحلات سياحية "حلال". وأكدت يو سيو هون، التي تدير موقعا الكترونيا يختص بمجال السفر، إن هناك طلبا كبيرا على السفر "الحلال"، بفضل السياح الآتين من جنوب شرق آسيا والشرق الأوسط. وقالت سيون "لنأخذ اندونيسيا على سبيل المثال. إنها إحدى أسواق السفر إلى الخارج الأسرع نموا في آسيا، وهي المصدر الأول للزوار إلى سنغافورة". وأضافت أن "شركة توريزم استراليا تقدم أيضا دليلا لمطاعم الحلال نظرا إلى العدد المتزايد من المسافرين الآتين من بلدان إسلامية". يقول غريغ دافل، المدير التنفيذي في "جمعية السفر في آسيا والمحيط الهادئ" (باتا) القائمة في بانكوك "الكثير من المصنعين الآن يعدلون منتوجاتهم لتفي بالمعايير الحلال. إنها نزعة بدأت قبل بضع سنوات. منذ ذلك الحين، بدأت المطاعم والمنتجعات في سنغافورة وتايلاند وفيتنام ايضا بتغيير معاييرها. ويزداد الآن عدد مطاعم الحلال في الفنادق واماكن الصلاة، لا سيما في المطارات". وتصنف "كريسنتريتنغ" الفنادق على مقياس من واحد الى سبعة، استنادا الى توفر الطعام الحلال فضلا عن غرف وسجادات الصلاة، وعدم وجود منتوجات محظرة مثل الكحول والقنوات التلفزيونية الإباحية. عالميا، لم يحظ سوى فندق الجوهرة غاردن في دبي بعلامة 7، في حين أن ثلاثة فنادق في المملكة السعودية وفندقا في جنوب أفريقيا نالت علامة 6. ويساوي قطاع الأطعمة الحلال ما بين 600 مليار و650 مليار دولار سنويا، وفقا لفضل بحر الدين، ولتقارير القطاع. ويقول فضل انه مع تزايد ثراء المسلمين البالغ عددهم 1,6 مليار شخص في العالم، من المرجح أن يصبح السفر الحلال القطاع النامي التالي. وينفق المسافرون المسلمون ما بين سبعة وثمانية بالمائة من مجمل الإنفاق السياحي العالمي الذي بلغ نحو 930 مليار دولار في العام 2009، مقارنة بما بين ثلاثة وأربعة بالمائة قبل 10 اعوام، حسبما قال فضل. ومن المتوقع أن ترتفع هذه النسبة إلى 10 بالمائة في السنتين المقبلتين. وتأمل "كريسنت ريتنغ" أيضا أن تصنف مدن الملاهي ومراكز المؤتمرات وسفن الرحلات السياحية ومراكز التسوق والمستشفيات التي يدخلها السياح.