" إن إرادة الشعب المصري تطالب بتحقيق الديموقراطية للأبد ؛ وإذا ما ترشح السيسي لخوض الانتخابات الرئاسية فإنه سيقوض هذا المطلب " ، بتلك الكلمات علقت مجلة "بيزنس إنسايدر " – الأمريكية – علي التكهنات بشأن نية الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع للترشح للرئاسة ووصفتْ المجلة فكرة ترشح السيسي " المخيفة "، ورأتْ أنَّه إذا ما أصبح رئيساً للبلاد بغض النظر عن مدي فاعلية حكمه ؛ فإنه بذلك سيقضي علي تجربة "الديموقراطية" المصرية، وسيعود بالبلاد إلي حالة الوضع الراهن ؛ وأشارتْ إلي أنَّ "الحكم العسكري" بدأ مع إعلان ثورة 1952 ، إلاَّ أنَّ الشعب المصري أعلنَ كلمته في 2011 بأنًّه لم يعد ليقبل به. وتتوقع " بيزنس إنسايدر " السناريو الذي قد يدفع السيسي للترشح ، وهو أنَّ فكرة " إرادة الشعب " ستصبح غير مقاومة بشدة فهي ستتوزع ما بين حملات جمع التوقيعات ودعوات وسائل الإعلام وهنا سيصبح وزير الدفاع بلا خيار سوي الترشح للرئاسة ، ولفتت إلي الحملات الشعبية مثل " كمل جميلك " التي تصاعدت وتيراتها و أُطلقت منذ ما يقرب من أسبوعين ، وتسعي لجمع ما يقرب من 30 مليون توقيع . وتابعتْ أنَّ الرئيس الراحل جمال عبد الناصر كان أخر رئيس مصري صار علي هذا المنوال ، وأشارتْ إلي أنَّ فترته الرئاسية تميزت بأنَّه حظي بشعبية عارمة ، وبانتهاك غير مسبوق لحقوق الإنسان في مصر. وأوضحتْ " إنسايدر" إنَّه إذا ما ترشح السيسي للرئاسة ، فمن الصعب إذن إنكار كونه حاكم عسكري أخر، وأشارتْ إلي أنَّه علي مدي الثلاثة أشهر الأخيرة ، أكد وزير الدفاع خلال أكثر من حوار أجري معه بأنَّه لا يعتزم الترشح للرئاسة ، كما أوضح خلال تصريح أدلي به في أغسطس الماضي ، أنَّ " حماية إرادة الشعب " أكثر فخراً له من تولي السلطة . ورأتْ المجلة الأمريكية أنَّ إرادة الشعب تطالب بتحقيق الديموقراطية للأبد وأنَّ ترشح السيسي يتعارض مع هذا المطلب . وقالتْ إنَّه لا داعي للخجل ، فلابد من الاعتراف بحقيقة أنَّ الجميع علي دارية تامة بأنَّ الفريق السيسي هو الحاكم الفعلي للبلاد ؛ رغم تسمية المستشار عدلي منصور رئيسا مؤقتا لها. وتابعتْ أنَّه إذا ما فاز السيسي في انتخابات الرئاسة " فيمكنك التيقن بأنك ستري عودة كاملة للحكومة الإستبداية . ولفتت إلي أنَّه منذ أطاح وزير الدفاع بالرئيس الإخواني مرسي من السلطة ، تصاعدت الدعوات المطالبة له بالترشح للرئاسة ، ففي أعقاب ما أعتبره البعض (انقلاباً ) برز السيسي بوصفه " بطل المعارضة " – علي حد وصف المجلة - ، وتابعت القول بأنَّ بوسترات صور السيسي أضحت تزين الشبابيك ، والمقاهي ، والمحلات التجارية ، والمؤسسات الحكومية ، والمنازل ، وبين الشعارات التي دونت أسفل تلك البوسترات " إنه محل ثقتنا " .