أكد المهندس حاتم عزام نائب رئيس حزب الوسط وعضو "التحالف الوطني لدعم الشرعية" أن ما سماه "صراع الجنرالات" يعجل بإسقاط "الانقلاب". وفي تصريحات أدلى بها لقناة "الجزيرة" في 30 سبتمبر, أضاف عزام أنه بعد تسريب حديث الرئيس المخلوع حسني مبارك وثنائه على وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي, قرر رئيس الأركان السابق سامي عنان الترشح للرئاسة. وتابع "حركة تمرد - صنيعة السيسي - خرج منها من يقول عن سامي عنان: إنه صفحة وطويت، وإنه لا يصلح لإدارة مركز شباب كفر البطيخ". واستطرد عزام "ما يحدث من صراع الجنرالات الآن دليل على احتضار الانقلاب العسكري, وأحدث بشائر فشل الانقلاب, والبشائر غيره كثيرة". وكانت مذكرات الفريق سامي عنان رئيس أركان القوات المسلحة السابق, التي نشرتها جريدة "الوطن", أثارت جدلا واسعا, دفع المتحدث العسكري باسم القوات المسلحة للتحذير من أن مثل هذه المذكرات تؤثر على الأمن القومي للبلاد وتثير البلبلة والإثارة بشكل يمس أمن وسلامة القوات المسلحة. وكان عنان تحدث في المذكرات التي نشرتها جريدة "الوطن" عن فترة ثورة يناير أثناء سفره لأمريكا وعودته، وحكاية أنه اقترح على المشير طنطاوي القيام بانقلاب ناعم ضد مبارك، ورفض إطلاق النار على المتظاهرين، وحكاية لقاءه هو والمشير مع مبارك بعد إصدار المجلس العسكري لبيانه الأول، وغيرها من الأحداث التي حدثت خلال ال18 يوم، ثم تحدث عن الاتهام الذى توجهه بعض القوى السياسية للمجلس الأعلى للقوات المسلحة، الذى تولى مسئولية إدارة البلاد بعد تنحى مبارك: هل قام الجيش بتسليم السلطة لجماعة الإخوان المسلمين؟ وهل كان هذا "التواطؤ" نتيجة لصفقة بين قيادات الجيش والجماعة، بحيث يضمن كبار الجنرالات ما يسمى ب"الخروج الآمن"، وهو ما نفاه. وقال محمد عادل أحد مؤسسي حركة 6 إبريل إن مذكرات عنان كشفت ما سماه "تآمر" المجلس العسكري بما فيه السيسي علي الثورة . وعبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر", أضاف عادل في 29 سبتمبر "باختصار, مذكرات سامي عنان تكشف تآمر المجلس العسكري بما فيه السيسي علي الثورة وتخطيطهم لتشويها والسيطرة علي مقاليد الأمور". وأردف "مذكرات سامي عنان تكشف بوضوح كامل أن كل القرارات السيادية خلال الفترة بعد 25 يناير كانت من المجلس العسكري ورفضوا كل اقتراحات شباب الثورة". وأشار عادل إلي أن عنان حمل السيسي والعصار المسئولية, مضيفا "مذكرات سامي عنان تحمل المجلس العسكري والسيسي والعصار وممدوح شاهين وطنطاوي كل الفشل والتخبط في إدارة البلاد". وأنهي عادل كلامه, قائلا : "شكرا سامي عنان أنكم كشفتم للناس مؤامرتكم كعسكر علي مصر الثورة". ويرى البعض أن تصريحات عنان حول أنه فاتح المشير محمد حسين طنطاوى وزير الدفاع السابق بأفكاره حول وجوب ترتيب "انقلاب ناعم" لا تتسق مع عقيدة القوات المسلحة التى لا تؤمن بمنهج "الانقلابات", وقال عبد الرافع درويش الخبير الاستراتيجي لجريدة الوطن :"إن قيام عنان بنشر مذكراته حالياً أمر في منتهى الخطورة ويمس الأمن القومي وغير مقبول بالنسبة للقوات المسلحة، ولا بد من خضوع كل من يمس الأمن القومي للمساءلة والمحاكمة حتى لو كان رئيس الجمهورية". وبدوره، قال عصام الشريف المنسق العام للجبهة الحرة للتعبير السلمي :"إن توقيت نشر هذه المذكرات لا يعفي الفريق عنان من تحمل المسؤولية عن الأحداث التي شهدتها فترة حكم المجلس العسكري 2011، وهو اليوم يحاول تجميل وجهه ووجه الرئيس المخلوع حسني مبارك، ورموز نظامه، وكذلك تجميل وجهه بعد خبر نيته الترشح للرئاسة في الانتخابات المقبلة". أما اللواء حمدي بخيت الخبير العسكري, فقال :"هناك 3 نقاط تحكم قضية نشر عنان لمذكراته، الأولى أنه عندما تكون هناك شخصية كبيرة بدرجة رئيس أركان حرب القوات المسلحة، ويترك الخدمة منذ عام أو أقل، فإنه لا يصح أن يكون أول عمل له هو نشر المذكرات، والثانية تتعلق بالأحداث والوقائع التي تمت حتى الآن، وهي لا تقدم ولا تؤخر في أي شيء، لأنها طبيعية، والنقطة الثالثة تتعلق بأن المقابلات التي تتم بين وزير الدفاع ورئيس الأركان مع القائد الأعلى يجب أن تحاط بدرجة كبيرة من السرية". وفي المقابل, قال اللواء محمد قدري السعيد رئيس وحدة الدراسات الأمنية بمركز الدراسات الاستراتيجية بالأهرام:" مثل هذه المذكرات, أعتقد أنها لا شك مفيدة للناس حتى يعلموا ما حدث، وعادة تظهر في توقيتات ذات طابع تاريخي وبالتالي فظهورها يجذب الناس لقراءتها، ولكن حكاية أنها تؤثر على الأمن القومي فلا أتخيل شئ من هذا الموضوع طالما أنها تصب في قناة واحدة، كما أنها تظهر في جرائدنا، فكل ذلك يمثل التاريخ للناس وفي نفس الوقت تقربنا من الأحداث المهمة".