واصل الدكتور يوسف القرضاوي، رئيس "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين"، هجومه على الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق، والذي يصفه ب "الجنرال"، لقربه من قيادات الجيش، مستنكرًا عليه وصفه لأهالي كرداسة ب "الأوباش"، في سياق تعليقه على واقعة مقتل اللواء نبيل فراج مساعد مدير أمن الجيزة، بالرغم من أن المؤشرات تؤكد مقتله ب "نيران صديقة"، ولم تنته التحقيقات بعد في الحادثة. وعلق القرضاوي على عبارة جمعة التي قالت في خطبة الجمعة قبل الماضية بمسجد "آل رشدان" حيث تم تشييع اللواء فراج، قائلاً: "ما كانت منابر المسلمين أحوج إلى أن تتنزه عن ذلك السباب، وما كانت أجدر أن تتطهر من هذا التعدي، ولكنه الرفق الذي أخذ الشيخ جمعة على نفسه أن يلتزم به"!! مبديًا دهشته من اتهامه لأهالي كرداسة "ظلمًا وعدوانًا، دون أن تنتهي التحقيقات القضائية، أو تظهر الأدلة الجنائية؛ ولكنه قام بدور النيابة والمحكمة والشرطة في آن واحد!. وتابع: "بل أكثر المحللين السياسيين يرون مقتل هذا اللواء (فراج) كان بيد الشرطة، فيما يطلق عليه (النيران الصديقة)، بالعمد أو بالخطأ!! وهو ما قواه تقرير الطب الشرعي، الذي تحدث عن قرب المسافة التي أطلق منها النار عليه، والمستوى الأفقي لجهة إطلاق الرصاص، بما يخالف ادعاءات الشرطة، وهو التقرير الذي تسبب في إقالة بعض المسؤولين في الطب الشرعي"!! وأحجم القرضاوي عن التعليق على سخرية جمعة منه في تصريحات له مؤخرًا بأنه مصاب ب "الزهايمر"، لأن "عادتي أني لا أرد على الإساءات الشخصية، ولا على التطاولات غير المنهجية، وحسب صاحبنا أني أترك جزاءه إلى الله، وأدخر القصاص منه عند الله سبحانه وتعالى يوم القيامة". لكنه اتهم "الجنرال" بأنه "يلوث عقول الناس بالخرافات"، بعد أن اعتبر أن اللواء فراج "قتل غيلة، جاد بنفسه لأنه تكلم بكلمة حق عند سلطان جائر"، وعلق القرضاوي قائلاً: "السلطان الجائر هو الذي أمسك كرداسة، فأرهب الناس، فأصبح ذا سلطان، لكنه سلطان ظالم جائر فاسد فاجر، ذهب إليهم حتى يقول لهم: قفوا أماكنكم، إني أحمي هذا الشعب الكريم، من هذه الأوباش الفجرة، فجاد بنفسه، فكان شهيدًا". وواصل قائلاً: "هكذا قال الرجل .. وأنا أعجب من جرأته على الله، وعدم حيائه من الناس، يريد أن يلصق العنف بأهل كرداسة، وأمثالهم من معارضي الانقلاب، فيقلب الآية، ويخنق الدليل، ويذبح الحقيقة. النبي صلى الله عليه وسلم يقول:" أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر". فجعل الجنرال من المواطنين العُزْل في كرداسة: السلطان الظالم الجائر، المعتدي المتجبر". في المقابل قال القرضاوي إن جمعة "جعل من هذا اللواء ومن معه من الجنود المدججين بالسلاح، الذين تحميهم المدرعات على الأرض، وتحرسهم الطائرات في السماء، ويشاركهم في اقتحامهم تشكيلات جنود النخبة، من القوات الخاصة، من أصحاب التدريبات القتالية العنيفة: جعل هؤلاء جميعا هم الطرف الضعيف، الذي وقف بشجاعة ليقول للطاغية الظالم: اتقِ الله"!! وأشار إلى أن "الوقع قد كذبه، عندما عجزت شاشات الإعلام الحكومي مع حليفاتها من القنوات الخاصة أن تظهر تصديًا من أهل كرداسة لقوات الجيش والأمن، أو تظهر مسلحين يطلقون النار على المقتحمين. ولكن أهل البهت لا يقولون إلا ما تمليه عليهم القيادة العسكرية، بأوامر مدموغة بخاتم البيادة"!! ومضى القرضاوي في سياق دفاعه عن شباب كرداسة مما ألصقه بهم المفتي السابق، مخاطبًا إياه بالقول: "هؤلاء الذين وصفتهم بالأوباش، هم طلائع هذا الوطن، وخيرة شبابه، وزهرة هذا المجتمع، وأطهر أبنائه، ليسوا أصحاب الليالي الحُمْر، من عباد الشهوات المحرمة، أو العلاقات الآثمة، ليسوا ممن لعبت برؤوسهم الكؤوس، أو أسرت قلوبهم الغواني، أو غيبت عقولهم المخدرات، من الذين كنت تعلمهم في دروسك يا شيخ جمعة: أن الولي قد يزني، ويشرب المخدرات، ويتاجر في الحشيش، وأن هذا لا يقلل من ولايته"!