رغم انتقال جميع مسئوليات مهامها القتالية قبل يومين إلى القوات العراقية، وذلك فى خطوة جديدة تؤكد أن انسحابها من العراق مستمر حسب الجدول الزمنى المحدد. قررت الولاياتالمتحدة الاحتفاظ ب94 قاعدة عسكرية داخل العراق بعد استكمال انسحاب القوات الأمريكية من المدن العراقية وانتهاء المهام القتالية، كما ستبقى ست فرق عسكرية أمريكية فى العراق بعد مغادرة القوات القتالية الأمريكية بحلول الحادى والثلاثين من الشهر الجارى. وذكر بيان حقائق صدر عن البيت الأبيض، وحصلت «الشروق» على نسخة منه، أن عدد القوات الأمريكية بلغ 144 ألف جندى عندما تقلد أوباما السلطة فى بداية العام الماضى، ثم انخفض إلى 112 ألفا فى يناير الماضى قبل أن يقل العدد ليصل إلى 88 ألف جندى فى مايو الماضى، ومن المنظر أن تنخفض إلى 50 ألف جندى بنهاية هذا الشهر. وكان الرئيس الأمريكى باراك أوباما قد ذكر فى خطاب بمؤتمر فى مدينة أتلانتا قدامى المحاربين الأسبوع الماضى، «أن المهمة القتالية لأمريكا فى العراق ستنتهى فى 31 أغسطس 2010، وهذا ما نقوم به تماما، وستبقى قوة انتقالية قوامها 50 ألف جندى لتدريب قوات الأمن العراقية على عمليات مكافحة الإرهاب وتوفير الأمن للمدنيين». وركز أوباما فى خطابه على ما سماه التحول الذى يتغير معه دور القوات الأمريكية من دور قتالى بالدرجة الأولى، على دور استشارى، وتركز الإستراتيجية الأمريكية فى العراق على تقليص القوات العسكرية، على أن تكمل انسحابها من العراق بنهاية 2011. وأشار بيان البيت الأبيض إلى وصول عدد أفراد جيش العراق إلى 665 ألف جندى، وهى القوة التى تقوم الآن بالمهام الرئيسية لحفظ المن والنظام الداخلى منذ شهر يونيو العام الماضى. وستقوم القوات الأمريكية المتبقية فى العراق بمهام تشمل دعم وتدريب القوات العراقية لمواجهة المخاطر الداخلية، ثم الانتقال لإعدادها لحماية الحدود العراقية. كما ستحتفظ الولاياتالمتحدة بالعديد من المعدات بعد نهاية هذا الشهر، ويقدر عددها ب1.2 مليون قطعة من المعدات العسكرية، وذلك بعد أن وصل عددها إلى 3.4 مليون قطعة فى يناير 2009. وستعد عملية نقل هذه المعدات لخارج العراق هى الأكبر من نوعها بالنسبة للقوات الأمريكية منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية. وهناك ثلاثة بدائل للتصرف فى المعدات التى سيتم التخلص منها فى العراق، إما أن تشحن للقوات الأمريكية المتزايدة فى أفغانستان، أو أن يتم إعادة توزيعها على مخازن الجيش الأمريكى، أو أن يتم تسليمها للجيش العراقى من أجل زيادة قدراته وإمكاناته. وبلغ عدد القواعد العسكرية الأمريكية داخل العراق قى صيف العام الماضى 357 قاعدة، وتشغل الآن القوات الأمريكية 112 قاعدة، ومن المنتظر أن يصل العدد إلى 94 قاعدة بنهاية هذا الشهر. وأشار البيت الأبيض فى بيانه إلى أن إجمالى عدد القوات الأمريكية فى العراق وأفغانستان بلغ فى شهر يناير من العام الماضى 177 ألف جندى، منهم 144 ألفا فى العراق و33 ألفا فى أفغانستان، وسيبلغ عدد القوات الشهر القادم ما مجموعه 146 ألف جندى، منهم 96 ألفا فى أفغانستان و50 ألفا فى العراق. إضافة إلى تلك القوات يقوم 28 ألف أمريكى بدعم الوجود الأمريكى فى العراق من خارج العرق فى الكويت والخليج العربى، فى حين يقدم 17 ألف جندى أمريكى خارج أفغانستان خدمات للقوات المتركزة داخل أفغانستان.
