بدأت السبت الدراسة بالمدارس ، وطفت على السطح مشكلة "المدارس الإخوانية" الخاصة، التي كشفت مؤخراً عن أغراضها التربوية بتنشئة أجيال تدين بالولاء ل"جماعة الإخوان المسلمين"، على حساب الوطنية وقيم الدولة ، وبعيداً عن رقابة وزارة التعليم، المعنية بمتابعة المدارس الخاصة وإلزامها بقيم ونظم الدراسة ومناهجها الرسمية المقررة. ويبلغ عدد المدارس الإخوانية 61 مدرسة، بحسب تصريح سابق للإخواني محمد السروجي، أثناء عمله متحدثاً إعلامياً لوزير التعليم السابق في عهد محمد مرسي، وهو صاحب مدارس "الجيل المسلم". وأهم هذه المدارس الإخوانية هي "جني دان" المملوكة لخديجة خيرت الشاطر، والمنسوب إليها في العام الدراسي الماضي تغيير النشيد الوطني المقرر بالمدارس المصرية منذ عشرات السنين، ويقول مطلعه: "بلادي بلادي..لكي حبي وفؤادي"، إلى نشيد جهادي يقول مطلعه: "بلادي بلادي.. اسلمي وانعمي"، وفى موضع آخر :"يحيا الجهاد به يكتب النصر للمسلمين"، وينتهي ب: فإني لربي نذرت دمي.. بألا نلين ونصنع النصر للمسلمين". وضمن القائمة الإخوانية، توجد مدارس "المقطم الدولية" التي يملكها القيادي الإخواني عدلي القزاز مستشار وزير التعليم السابق، و"أمجاد" لكاميليا العربي شقيقة الفنان الإخواني وجدي العربي، و"فضل الحديثة" ل"محمد فضل" شقيق زوجة الدكتور عصام العريان، و"تاجان" بمدينة نصر بالقاهرة، و"المدينةالمنورة"، و"الجزيرة" بالإسكندرية، و"الهدى والنور" بالدقهلية ويرأس إدارتها المهندس إبراهيم أبوعوف أمين حزب الحرية والعدالة بالدقهلية (محبوس حاليا بتهمة التحريض على العنف)، و"رياض الصالحين" بالمنوفية المملوكة لرجل أعمال إخواني، و"الدعوة الإسلامية" ببني سويف، و"زهراء الأندلس" بمنطقة فيصل بالجيزة، و"الفتح" ببنها- محافظة القليوبية، و"الدعاة" بالسويس، و"دار حراء الإسلامية" بأسيوط وتديرها وفاء مشهور ابنة المرشد الأسبق للجماعة مصطفي مشهور، و"طيبة" للغات بمدينة نصر، و"الصحابة" بحلوان والمعادي، وغيرها من المدارس المنتشرة في 19 محافظة.
وأكد الخبير التعليمي ناجي الشهابي مدير مدارس المعاهد القومية ونقيب معلمي مصر الجديدة (سابقا) أن عدد المدارس الخاصة التابعة لجماعة الإخوان يزيد على 120 مدرسة موزعة على محافظات الجمهورية، وليس 60 كما هو شائع، داعيا وزير التعليم إلى بحث هذه القضية جيدا، وتحديد تلك المدارس، واتخاذ قرارات حاسمة وفورية بإخضاعها للإشراف المالي والإداري للوزارة، على أن ينتدب لها الوزير مدراء يتسمون بالكفاءة بحسب ما ذكرموقع العربية نت . وبرر الشهابي دعوته بأنه لم يعد مقبولاً بعد ثورة 30 يونيو ، استمرار هذه المدارس التي تمثل خطراً شديداً على الأمن القومي للبلاد، لأنها مفرخة لأجيال يتم تشريبها الفكر المتشدد منذ نعومة أظفارها. وحذر من أن طلاب هذه المدارس من أبناء الطبقة المتوسطة يتسربون إلى الجيش والشرطة والقضاء، فهم يدخلون الكليات العسكرية، والشرطة، والحقوق، ولا تستطيع التقارير الأمنية، أن تعترض عليهم، لأن آباءهم وأسرهم ليسوا إخواناً، لكنهم يتخرجون من هذه المدارس عناصر منتمية فكريا للإخوان، ولفت الشهابي في هذا السياق إلى أن بعض أعضاء جبهة "قضاة من أجل مصر"، وضباط الشرطة الملتحين، من خريجي هذه "المدارس" الإخوانية. وشدد على أن هذه المدارس تحقق أرباحاً طائلة، وتمثل مصدراً مهماً لتمويل أنشطة الإخوان، ولذا فإن وضعها تحت الإشراف المالي والإداري، يحرم الإخوان من أرباحها، ويجفف أحد أهم منابع تمويلهم. وأوضح مصدر قانوني مسؤول بوزارة التعليم أن شؤون المدارس الخاصة ينظمها قانون التعليم، وقرار وزاري بشأن التعليم الخاص، ويستفاد منهما خضوع "المدارس الخاصة" لإشراف الوزارة والمديريات التعليمية بالمحافظات، لمراقبة ومتابعة مدى التزامها بنظام الدراسة والمناهج المقررة من الوزارة، فضلا عن رقابة امتحانات القبول والنقل بها واعتماد نتائجها والتفتيش المالي والإداري عليها. واستدرك المصدر بأن الإشراف على كل هذه النواحي يكاد يكون صوريا، ولا يحدث على أرض الواقع، نظراً لكون الوزارة تتولى أمر نحو 45 ألف مدرسة على مستوى مصر، في ظل حالة شائعة من التسيب والوهن الإداري، والإهمال، ما أدى إلى شبه انعدام للمتابعة حتى للمدارس الحكومية ذاتها، وعبر هذه الثغرة تضخمت مخالفات المدارس الإخوانية