يابنتى أنا جدة لولد وبنتين لإبنتى الوحيدة..ونظراً للظروف المادية الصعبة جداً واحتياجهم للعمل ،إضطرت بنتى وزوجها للسفر للعمل بدولة من دول الخليج من 5 سنوات ،ولأنهم لم يستطيعوا أن يأخذوا معهم الأولاد تركوهم معى لأراعيهم.. ولكن أنا الأن كبرت ومرضت والأولاد كبروا ومشاكلهم زادت وتعبونى أخر تعب حتى كلامى مش بيسمعوه وعرفت أن الولد الكبير وهو فى حالي فى 2 ثانوى صنايع يدخن السجائر، والبنتين واحدة فى 3 إعدادى والثانية فى أولى إعدادى...هما الأول كانوا صغيرين وكانوا مطيعين ،لكن حالياً متمردين وأنا تعبت جداً معاهم.. وكل إجازة ينزلها الأب والأم أو يتكلموا فى التليفون أقولهم :الأولاد بخير وأطمنهم عليهم ،حتى لا يقولوا بأنى قصرت معهم فى واجبى ، وأيضاً يا بنتى المعيشة صعبة وبنتى الوحيدة عانت من الفقر معى كثيراً بعد وفاة والدها،وأخاف أطلبها تنزل تعانى من الظروف اللى البلد بتمر بيها ،أنا أشفق عليها من الفقر وتعب الأولاد.. فأرجوكى يا أميمة يا بنتى دلينى أعمل إيه مع الأولاد وإزاى أتعامل معاهم؟ أنا بحبك جداً ورغم أنى لا أعرف القراءة والكتابة ،إلا أن جارتى الطيبة دايماً تقرألك وتحكيلى المشكلات وحلك لها وبنحبك جداً وهى مشكورة كتبت المشكلة وياريت لا تتأخرى عليّ فى الرد لأن كل يوم بتعب أكثر.. وربنا يكرمك ويباركلك فى أولادك. (الرد) أولاً:تحياتى للجارة الطيبة الخدومة وجزاها الله خيراً ... وثانياً: أنا حرصت ألا أنسق الرسالة لغوياً كثيراً مثل معظم الرسائل، حتى يقترب القارىء معى لهذه الجدة البسيطة ليرى من خلال الكلمات حالها متصوراً له قدر الإمكان.. وثالثاً :يا أمى الفاضلة أشكرك جداً على الدعاء الجميل الذى دعوتى لى به ولأولادى ولك مثله إن شاء الله واللهم تقبل لنا ولجميع من يقرأ.. وأنا أقدر جداً حبك لأبنتك الوحيدة يا أمى، وخوفك عليها وأمنياتك لها برغد العيش...ولكن الوضع هنا أصبح صعباً عليكِ جداً ومرهق بكل الأحوال.. فأنتِ حبيبتى حين تطوعتِ مشكورة وأقمتى مع الأولاد كانوا أطفالاً وقتها ،ولكن الأن يمضون فى أخطر مرحلة وهى مرحلة المراهقة ،وشعورهم بأنك تكبرين فى السن وتوهن قواكِ يجعلهم لا يرتدعون عن الأخطاء ولا يستجيبون لأوامرك لهم.. واسمحى لى يا أمى الغالية فليس من الصواب أن تخفى على ابنتك وزوجها أمر تمرد الأولاد وتعبك معهم ،وعليكِ بسرعة المصارحة وشرح كل ما يحدث معكم ونقل الصورة كما هى، حتى يشعرون بمدى الخطر الذى يهدد أولادهم فى هذا السن الحرج.. يا أمى ..مهما كانت أهمية العمل ومدى الإستفادة المادية لإبنتك وزوجها وأولادهم إلا أن العائد من هذه الغربة خسارته أكبر من نفعه فى ظل هذه الظروف والمرحلة التى غالباً تنفلت فيها أخلاق الأبناء إن لم يجدوا راعٍ حكيم وصارم معهم.. وأنتِ غاليتى قد أديتى رسالتك مع ابنتك على أكمل وجه بعد وفاة زوجك وهى صغيرة...وآن لكِ الآن أن تحظين بقدر من الراحة والاستقرار ، بل وجب عليهم جميعاً رعايتك وليس العكس... فأعلمى ابنتك وزوجها بالحقيقة ليعودا ويبحثا عن عمل هنا ولو بأجر أو راتب بسيط...وعلى أقل التقديرات تأتى الأم ويبقى الأب هناك للعمل ولكن لفترة ليست بالطويلة لأن الإبن الأكبر يحتاج وبشدة للأب فى هذه الفترة العمرية وخاصةً أنه بدأ الانحراف بالفعل والبنات وأمهم أيضاً فى حاجة لوجوده أكثر... فتربية الأبناء هو المشروع الأهم والاستثمار الأكبر فى حياتنا وأموال الدنيا لاتوازى خسارتنا فيهم إن لم نقوم بواجبنا تجاههم ..وعلى الجميع أن يتذكر قول الحبيب المصطفى صل الله عليه وسلم:"كلكم راعٍ وكلكم مسئولٌ عن رعيته " ........................................................................... تنويه هام للقراء: لقد خصصت مساحة مميزة لقرائى الكرام من صفحتى يوم الإثنين من كل إسبوع ,من جريدة المصريون الورقية ,لكل من يريد أن يشارك ويفتح قلبه بنصيحة أو كلمة مفيدة,ليشارك معى بكلمات هادفة,فاليتفضل ويتصل بى ثم يرسلها لى عبر الإيميل المخصص للباب,مرفقة باسمه وصورته الشخصية , لنشرها فى صفحة باب "إفتح قلبك" تحت عنوان فقرة "قلب صديق"...أرحب بمشاركتكم وتواصلكم معى. .............................................................................. تذكرة للقراء: السادة القراء أصحاب المشكلات التى عرضت بالموقع الإلكترونى.. على من يود متابعة مشكلته بجريدة المصريون الورقية كل إثنين ملحق "إفتح قلبك" فسوف تنشر مشكلاتكم تباعاً بها..كما تسعدنا متابعة جميع القراء الأفاضل. ................................................... **لإرسال مشكلتك والتواصل مع الأستاذة/أميمة السيد عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. وللرد المباشر للأستاذة أميمة على مشكلاتكم الإجتماعية والأسرية من خلال الهاتف فيمكنكم الإتصال برقم ( 2394) .