كشفت مجلة "دير شبيجيل" الألمانية أن وكالة الأمن القومي الأمريكي تستطيع الدخول إلى بيانات المستخدمين للهواتف الذكية, التي تنتجها جميع الشركات , الرائدة في صنع هذه الأجهزة عالميا. وأوضحت المجلة في تقرير لها في 8 سبتمبر أن المستندات السرية للوكالة, التي تمكنت المجلة من الاطلاع عليها, أظهرت قدرتها على التجسس عبر أجهزة "أبل آي فون" وأجهزة "بلاك بيري" ونظام "أندرويد" لتشغيل محرك البحث جوجل، للوصول خفية إلى بيانات مستخدميها. وأضافت "بناء على ذلك, تستطيع وكالة الأمن القومي الأمريكي الاطلاع على المعلومات الدقيقة الموجودة في هذه الأجهزة، مثل قائمة الاتصال وحركة الرسائل القصيرة والملاحظات المسجلة، بالإضافة إلى أماكن وجود حاملي هذه الأجهزة". وتابعت المجلة أن المستندات تظهر أن الوكالة شكلت مجموعة عمل خاصة للتعامل مع أجهزة كل شركة من هذه الشركات لتيسير الدخول إلى محتويات تلك الأجهزة بصورة سرية. وكانت الأممالمتحدة أعلنت في 27 أغسطس الماضي أنها طلبت توضيحات من السلطات الأمريكية بشأن معلومات نشرتها مجلة "دير شبيجيل"، مفادها أن وكالة الأمن القومي الأمريكي (إن.إس.أيه) تجسست على نظام المنظمة الدولية الداخلي للدائرة التليفزيونية المغلقة. وقال المتحدث باسم الأممالمتحدة فرحان حق :"لقد اطلعنا على هذه المعلومات, "القانون الدولي ينص بوضوح على وجوب عدم انتهاك البعثات الدبلوماسية، وبينها الأممالمتحدة ومنظمات دولية أخرى، وهذا الأمر يكفله خصوصا اتفاق فيينا". وأضاف "نتوقع إذن من الدول الأعضاء أن تتحرك لحماية حصانة البعثات الدبلوماسية". وذكرت "دير شبيجيل" أن وكالة الأمن القومي الأمريكي -التي تشكل منذ أشهر محور التسريبات التي قام بها المتعاقد السابق إدوارد سنودن، دخلت نظام الأممالمتحدة في صيف 2012. وفي ثلاثة أسابيع، ازداد عدد الاتصالات التي قامت بتفكيك رموزها من 12 إلى 458. وأضافت المجلة -استنادا إلى الوثائق المسربة من سنودن- أن الوكالة نجحت كذلك في فك التشفير الخاص بالفيديو، والولوج إلى بيانات المؤتمرات الأممية عبر الفيديو. كما أشارت إلى أن الوكالة تجسست على بعثات الاتحاد الأوروبي لدى الأممالمتحدة، حتى بعد نقل تلك البعثات إلى مقرات جديدة في سبتمبرعام 2012. وتابعت "دير شبيجيل" أن الوكالة تستخدم برنامجا داخليا للتجسس، تطلق عليه "سبيشال كولكشن سيرفيس" في أكثر من ثمانين سفارة وقنصلية على مستوى العالم "بدون علم البلد المضيف". وكشفت أيضا عن وجود مركز للتنصت تابع للوكالة في مدينة فرانكفورت الألمانية، وآخر في مدينة فيينا النمساوية. وطبقا للمجلة الألمانية أيضا، فإن إحدى الوثائق تقول إن الوكالة تبقي على وضع هذه المراكز في طي السرية الكاملة، مخافة أن يؤدي ذلك إلى "أضرار شديدة في العلاقات مع البلد المضيف". وتحاول إدارة باراك أوباما منذ أسابيع الدفاع عن برامج مراقبة الاتصالات لدى وكالة الأمن القومى. ومعروف أن سنودن لجأ إلى روسيا بعد أن كشف عن أكبر فضيحة تجسس أمريكية على الأفراد والدول تنفذها وكالة الأمن القومي.