أثار انفتاح السفيرة الأمريكيةبالقاهرة مارجريت سكوبي على القوى السياسية والإصلاحية المناوئة للنظام، وسعيها لمد قنوات التواصل مع أحزاب المعارضة، مع اقتراب إجراء انتخابات مجلس الشعب في أكتوبر القادم، تحفظات جهات مصرية رفيعة، فيما ينذر باتجاه العلاقات المصرية الأمريكية إلى حلقة جديدة من حالات البرود، ما يعيد إلى الأذهان الأجواء التي كانت تشهدها العلاقات في عهد إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش. وأبلغت جهات سيادية مصرية السفيرة الأمريكية تحفظها على اللقاء الذي جمعها مع الدكتور محمد البرادعي، المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، المرشح المحتمل لانتخابات رئاسة الجمهورية، وكذلك فتح السفارة نوافذ مع القوى الإصلاحية والسياسية وجماعات الحراك السياسي، وورود أنباء عن إمكانية الدخول في حوار مع شخصيات تنتمي لجماعة "الإخوان المسلمين". وزاد من التوتر في العلاقة بين القاهرةوواشنطن، عدم تجاوب مصر مع رغبة الولاياتالمتحدة في انتقال المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين إلى مفاوضات مباشرة قبل حدوث تطورات إيجابية في مسار المفاوضات القائمة منذ التاسع من مايو الماضي. وأثار هذا الموقف غضب واشنطن الوسيط في المفاوضات غير المباشرة والداعمة لانتقالها إلى مفاوضات مباشرة، كما أبلغت جهات أمريكية مصر استياءها من تلويحها بإمكانية اللجوء إلى مجلس الأمن لإقامة دولة فلسطينية قبل نهاية العام الجاري في حال فشل المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين برعاية أمريكية في تحقيق طفرة في المسار الفلسطيني الإسرائيلي. وينتظر أن يتم التطرق إلى هذا الأمر في المباحثات التي سيجريها المبعوث الأمريكي الخاص بعملية السلام جورج ميتشيل خلال زيارته المرتقبة إلى القاهرة، فضلا عن احتمال قيام مسئولين مصريين رفيعي المستوى بزيارة واشنطن لبحث احتواء نقاط الخلاف في العلاقات المصرية الأمريكية. من جهته، يرى السفير رضا أحمد حسن مساعد وزير الخارجية المصري السابق لشئون الأمريكتين، أن العلاقات الإستراتيجية بين القاهرةوواشنطن لا تمنع حدوث تباينات بين الطرفين حول مسائل عدة، قد يكون من بينها تحفظ القاهرة على الانتقال للمفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين قبل تحقيق طفرة فيما يتعلق بقضايا الأمن وهو ما يتحقق حتى الآن، فضلا عن التلويح بالعودة لمجلس الأمن في حال عدم تحقيق المفاوضات غير المباشرة لنتائج وهو ما تعكسه المؤشرات الحالية. في غضون ذلك، التقى الدكتور مفيد شهاب وزير الدولة للشئون القانونية والمجالس النيابية بمكتبة أمس مارجريت سكوبي السفيرة الأمريكيةبالقاهرة، تناول اللقاء العلاقات الثنائية بين البلدين في إطار التعاون القائم بينهما في مختلف القضايا الإقليمية والدولية، كما تناول اللقاء نتائج اعتماد المجلس الدولي لحقوق الإنسان للتقرير المصري. أكد شهاب خلال اللقاء أن العلاقات المصرية الأمريكية تتسم بالإيجابية والحرص علي تقويه هذه العلاقات خلال التنسيق والتشاور في القضايا ذات الاهتمام المشترك والبعد الدولي والإقليمي وخاصة قضايا الشرق الأوسط وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، حيث تلعب فيها مصر دورا محوريا، مؤكدا علي أهمية الدور الأمريكي في تحقيق الحل السلمي للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي علي أساس قرارات الشرعية الدولية. وقال إن حركة حقوق الإنسان في مصر شهدت نموا ملحوظا في السنوات الأخيرة وإن القوانين المصرية تلتزم بما أوردته المواثيق الدولية والدستور المصري من حقوق وحريات، وحريصة علي نشر ثقافة حقوق الإنسان في المدارس والجامعات ومن خلال أجهزة الإعلام. من جانبها، أعربت السفيرة الأمريكية عن سعادتها بالعلاقات المتميزة بين البلدين مشيرة إلى أن التعاون المصري الأمريكي في المجالات السياسية يكتسب أهمية خاصة في ضوء الدور الريادي لمصر في المنطقة، والرئيس حسني مبارك في دعم الاستقرار والأمن في الشرق الأوسط، ومؤكدة تقدير بلادها للجهود المصرية في مجال الإصلاح السياسي والتنمية الاقتصادية.