ا عترضت المخابرات الألمانية مكالمة هاتفية لمسئول من حزب الله اللبناني قال فيها إن الرئيس السوري بشار الأسد ارتكب خطأ حين أمر بالهجوم الكيميائي في الغوطة بريف دمشق في 21 أغسطس الماضي، مما يزيد من الأدلة التي تؤكد تورط الأسد في الهجوم. وفي اجتماع عقد لإطلاع نواب ألمان على التطورات الأمنية وحضره وزير الخارجية غيدو فسترفيله، أفاد مشاركون بأن رئيس جهاز المخابرات الخارجية قال للنواب إن أدلة الجهاز على مسئولية الأسد عن هجوم الغوطة تتضمن مكالمة هاتفية معترضة يعتقد أنها بين عضو رفيع في حزب الله والسفارة الإيرانية في دمشق. ونقلت وكالة "رويترز" عن المشاركين الذين حضروا الاجتماع في برلين قولهم في 4 سبتمبر إن مسئول حزب الله قال في المكالمة الهاتفية إن قرار الأسد بالهجوم الكيميائي كان خطأ وإنه يفقد أعصابه. وكان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أعلن أيضا عن امتلاك تسجيلات تثبت تورط النظام السوري في استخدام الأسلحة الكيماوية بالغوطة الشرقية بريف دمشق في 21 أغسطس الماضي. ونقلت وسائل الإعلام الأمريكية عن كيري قوله في مطلع سبتمبر إنه يمتلك معلومات حصل عليها تؤكد أن لدى الإدارة الأمريكية تسجيلا لمكالمة لشقيق الرئيس السوري الأصغر ماهر الأسد, وهو يأمر بضرب "الكيماوي", ويتحدث عنه. وماهر الأسد يترأس قيادة "الفرقة الرابعة" بالحرس الجمهوري, ويوصف بأنه الرجل الحديدي في نظام الرئيس بشار الأسد ويحرك الكثير من الأمور السياسية والعسكرية على الأرض من خلف الكواليس. وكانت قناة "الجزيرة" رجحت في تقرير سابق لها أن يكون بشار الأسد عارض شن الهجوم الكيماوي، وأن شقيقه الأصغر ماهر, المعروف بتهوره ودمويته، هو من ارتكبه, للانتقام من تقدم مقاتلي المعارضة في محافظة اللاذقية, معقل آل الأسد وطائفتهم العلوية, في غرب سوريا, بالإضافة إلى عرقلة تقدم الثوار في العاصمة دمشق. يذكر أن الغوطة الشرقية بقراها الكثيرة تشكل معقلا لمقاتلي المعارضة يفيض على دمشق وضواحيها بين الحين والحين, ويبدو أن ضربة "الكيمياوي" استهدفت إبادة عدد كبير من سكان الغوطة, لإجبار الجيش الحر على الخروج منها, وبالتالي تأمين دمشق.