أكد الدكتورعلي جمعة مفتي الديار المصرية السابق على أهمية المبادرات التي يطرحها العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني على مستوى العالم لأهميتها في تعزيز الحوار والتفاهم ، وترسيخ القيم السامية في التعايش والتسامح والعيش المشترك بين أتباع الديانات المختلفة. جاء ذلك خلال استقبال العاهل الأردني اليوم الثلاثاء المشاركين في مؤتمر (التحديات التي تواجه المسيحيين العرب) الذي انطلق في وقت سابق اليوم في العاصمة عمان والذي يستمر لمدة يومين. وأعرب جمعة - في بيان صادر عن الديوان الملكي الهاشمي - عن شكره للملك عبدالله الثاني على الرعاية الملكية الهاشمية للمؤتمرات الدينية في الأردن والتي وصفها بأنها "موئل السلام والأمن والمحبة". ونوه برسالة عمان التي أبرزت جوهر الإسلام السمح والقائم على الوسطية والاعتدال وكانت نبراسا للمعاني والقيم السامية التي أفضت إلى هذا الاجتماع ، مؤكدا أهمية التكاتف ضد التيارات التي تروج للشر "لأننا دعاة خير". وخاطب جمعة الملك عبدالله الثاني قائلا "إن جدكم رسول الله عليه أفضل الصلاة والتسليم، علمنا وعلم البشرية جمعاء، أن الدين الإسلامي مشتق من السلام ، وجعل التحية بيننا وبين العالمين ، السلام عليكم ، وأن السلام من أسماء الله تعالى ، وأنت يا جلالة الملك تمثل عنوان هذا السلام". ومنح العاهل الأردني ، خلال اللقاء ، عددا من المشاركين في المؤتمر أوسمة ملكية تقديراً لجهودهم في نشر ثقافة التسامح والحوار بين الأديان السماوية حيث منح وسام الاستقلال من الدرجة الأولى لكل من الكاردينال جين لويس توران، والكاردينال مكارك رئيس الأساقفة الفخري لواشنطن، والبطريرك مار بشارة بطرس الراعي. كما منح وسام الحسين للعطاء المميز من الدرجة الأولى لكل من القس ريك وارين، والقس الدكتور أولاف تفيت، والأستاذ محمد السمّاك أمين عام اللجنة الوطنية الإسلامية المسيحية للحوار أمين عام القمة الروحية الإسلامية ، والأستاذ الدكتور عارف علي النايض الداعية الإسلامي الليبي وسفير ليبيا إلى دولة الإمارات العربية ، والمطران منيب يونان.
حضر اللقاء الأمير غازي بن محمد كبير مستشاري العاهل الأردني للشؤون الدينية والثقافية والمبعوث الشخصي للملك عبدالله الثاني ، ورئيس الديوان الملكي الهاشمي الدكتور فايز الطراونة ، ومدير مكتب العاهل الأردني عماد فاخوري ، ومستشاره علي الفزاع.
وكان الأمير غازي قد افتتح اليوم أولى جلسات المؤتمر بمشاركة شخصيات دينية مرموقة ورجال دين مسيحيين، ورؤساء كنائس من منطقة الشرق الأوسط والعالم بهدف مناقشة التحديات التي يواجهها المسيحيون العرب وتوثيقها وتحديد سبل التعامل معها، حفاظا على الدور المهم لهم بخاصة في الحفاظ على مدينة القدس وتاريخها وإبراز مساهمتهم الكبيرة في الحضارة العربية والإسلامية.
يشار إلى أن المؤتمر السادس عشر لمؤسسة آل البيت الملكية للفكر الإسلامي ، الذي عقد نهاية الشهر الماضي في عمان ، قد خرج بتوصيات تركز على التوافق ونبذ العنف الطائفي والمذهبي ، والتحذير من المخاطر الجسيمة لذلك على مستقبل شعوب الشرق الأوسط.