نعلم ضرورة الاخذ بالعلم ان اردنا ان نتقدم بحق وخاصة علم الادارة الذى نحن احوج ما نكون له واخص منها ادارة الازمة لان مصر الان فى ازمة وانقسام فعلى يعالج بطريقة بدائية لا تتخطى تجاهل الوضع على الارض و الهروب الى واقع افتراضى ليس له وجود سنده الوحيد الكذب و الضلال الذى يروجه اعلام السيدة درية شرف الدين التى توزع صكوك الوطنية وتصريحات المرحب بهم و المغضوب عليهم من المصريين و نسيت السيدة الفاضلة ان لكل مصرى ينتمى لهذا الوطن نفس الحق التى تملكه هى شخصيا بل ازعم انه نفس الحق الذى يملكه الفريق السيسى او السيد الببلاوى نفسه لا افضلية لاحد على احد وليس الترحيب او عدم الترحيب الذى تبديه السيدة شرف الدين الا سقطة اعلامية امام العالم تؤكد ان مصر تتجه الى الخلف ففى زمن الاعلام الواحد و الرؤية الواحدة وزمن الاقصاء الذى نعيش فيه مخالفا لما قام عليه الانقلاب نفسه من عدم اقصاء لاحد وهو ما لم يتم ولم نره الى الان ولا ادرى اليس هناك مؤتمر تقييم موقف يعتمد على المعطيات الحقيقية التى تاتى من على الارض وليس من خلال اعلامنا الفراغى الذى عاد ممجدا لصناعة فرعون جديد لمصر فبدأ لا يرى الا مايراه من يحكم وتلك مصيبة لو ان مثل هذا المؤتمر يعقد و يعتمد على مثل تلك الاحادية .
ما يثير الاستغراب ويراه كل مواطن مصرى مهموم بهذا البلد ان هناك حالة انفصال عن الواقع اصابت اعلامنا فجعلت الكثير يرفضونه ويبحثون بانفسهم عن مصادر اخرى للحقيقة سواء من على ارض الواقع او من خلال الشبكة العنكبوتية او من قنوات اخرى مثل الجزيرة واشباهها وللاسف كلها تؤكد تدنى المستوى الاعلامى لقنواتنا الحكومية وللاسف انضمت اليها بعض القنوات الخاصة التى شعرت ربما ان مصالح مالكيها او مشاعر مقدميها و عواطفهم مع حكام المرحلة بالرغم من كل الدلالات التى تشى ان مصر تحت ادارة هذا التيار الاقصائى الذى ربما استسلم له الفريق السيسى او ربما كان هو نفسه من يقود هذا التيار الذى سيطر على الساحة وعلى قراراتها بصورة تجعلنا جميعا كمصريين نشعر ان مصر تسير فعلا الى الوراء.
ان علم الادارة علمنا حتى علم التوقع و التحليل فالعالم الان لا ينتظر تصرفا من حاكم ما تجاه موقف معين فى وقت الحدث وانما هناك دراسات على هذا الحاكم اجريت ووضعت معها كافة الاحتمالات و كيفية التعامل مع كل احتمال وهذا من اساسيات ادارة اى شئ ولو كان شركة صغيرة فما بالكم بادارة دولة عظيمة كمصر لان المتامل فى حديث السيد الببلاوى لمحطة التلفزة الامريكية يجب ان يشعر بالاحباط و الخوف ان يكون مصير مصر فى يد مثل هؤلاء فعندما يبرر رئيس وزراء مصر سفك الدماء كما سبق ان حلله ودعا الىى قتل المخالفين المفتى السابق وعندما يبرر دكتور الاقتصاد الباحث عن الزعامة سفك دم المصريين المعارضين و يقارنه بحروب امريكا فى الحرب العالميىة الثانية او باحتلالها لفيتنام فتلك سقط كبيرة لانه يبدو ان السيد رئيس وزراء المرحلة اما انه يعتبر نفسه محتلا لمصر ولذا بديهى ان يقتل سكانها الاصليين واما انه يعتبر ان من يعارضونه هم اعداء مسلحون فى دولة اخرى يجب قتلهم بالرغم من ان جزء كبير ممن استبيحت دمائهم دون دمعة ندم او ذرة من حياء لم تثبت ادعاءات الداخلية بشانهم بخصوص انهم كانوا مسلحين بل ان الطريقة الدموية التى تم بها استهداف شباب وبنات فى عمر الزهور عن طريق القناصة فى مقتل او عبر البلطجية الذين اصبح اسمهم المواطنون الشرفاء تجعلنا نوقن ان هذا القتل مستهدف و ليس خطئا ومهما طال الزمن ستتم محاسبة مرتكبيه ولكن يبقى السؤال الاهم الذى اشك ان السيد رئيس الوزراء سأله لنفسه الى ماذا افضى هذا البحر من الدماء ؟ هل اورث مصر استقرارا هل انعكس على اقتصاد مصر بالاستقرار واين اعادة تقييم المواقف واين ادارة الازمة ام ان من يحكمون ربما لا يشعرون ان ماتمر به مصر الان هو ازمة تأخذها الى الوراء وليس كما يزعمون الى ما كنا نحلم به ابان الثورة فى 25 يناير التى يتبجح الجميع عليها الان من فلول وغيرهم بل ان بعضهم وصفها انها مجرد هبة فى صورة تعنى الكثير فى وجدان الشباب الذين قاموا بها.
ان ما يجرى على ارض مصر الان من قلاقل او مظاهرات بالشوارع تمتد من مدة ليست بالقصيرة هو امر جلل وخطير مهما حاولت فضائياتنا البعد عنه بتسليط كاميراتها على نهر النيل الخالد مثل النعامة التى تدفن راسها بالرمال فكل ذلك لن يغير من بعض الحقائق على الارض واولها ان كرة الثلج تتدحرج اكثر و يكبر حجمها وما مظاهرات الجمعة 30/8 الا دليلا على ذلك بغض النظر عن ان اعلامنا لم يراها و ينكرها وثانى الحقائق التى يجب ان يلتفت اليها السيسى وادارته ان متظاهرى اليوم ليسوا بالضرورة اخوان او متعاطفين معهم وانما هم شباب صادق فى حبه لهذا البلد مناوئا لحكم الاخوان وبنفس الدرجة رافضا لحكم العسكر وما نشاة هذا التيار المتصاعد الممثل فى احرار الا نتيجة بعض افرازات ادارة المرحلة التى تجعل الجميع يضع يده على قلبه من خطورة او عشوائية تلك الادارة ونزوعها الى الاقصاء وما حدث مع البرادعى مثلا او اقصاء لبعض الاصوات الليبرالية وكيل الاتهامات لها الا تاكيدا لذلك هذه المعارضات الشبابية التى تتشكل ان لم تجد صدى لتظاهرانها فستتزايد وخاصة ان السلطة الحاكمة بدات معها بالدم فتم اسقاط ستة من شبابها حسب ما نشر على موقعها فى مظاهرت الجمعة وهذا ما يجعلنا نوقن ان تمترس السلطة الحالية خلف الحرب على الاخوان وتوسيع حملات الاعتقال ليس الا هروبا مواجهة الواقع الجديد الذى يتشكل اعتراضا على ما يخرج من تلك الادارة من تصرفات لم تنجح بعض تحركات الادارة ممثلة فى تلك الحوارات التى يجريها متحدث اعلامى مع بعض الاحزاب اقول لم تنجح فى كبح جماح القلق على مستقبل البلاد ونسى من يديرون ان نفس هذا الاحزاب كانت موجودة من لدن مبارك فى صورة معارضة مستانسة لفظها الشباب فقامت ثورة يناير التى جعلت الكثير من المصريين يشعرون بمعنى الحرية وروعة نسماتها و بالتالى اعادة هؤلاء الى زمن القهر وعسكرة الدولة من خلال دستور يتم عمله بعشرة اشخاص ليراجعه خمسون شخصا اى ان ستون شخصا اختارهم النظام المؤقت ليقرروا مصير دولة مصر من خلال الدستور غاضين الطرف عن دستور استفتى عليه الشعب كله مع الاقرار بما فيه من مواد تحتاج الى التعديل وهذا ما كان سببا فى زيادة عدد المعارضين لادارة المرحلة وزيادتهم بالشوارع بصورة تجعلنا نتسائل هل يعلم من يديرون مصر ذلك ام انهم ياخذوا معلوماتهم من فضائياتنا الغارقة فى بحر النيل فان كانوا لا يعلمون فتلك مصيبة وان كانوا يعلمون ويتجاهلون فالمصيبة اخطر على مصر ان تحكم بعقلية هؤلاء .
اذا ضفنا الى ماسبق ارتفاع اسعار السلع كنتيجة طبيعية لعدم الاستقرار وعدم ظهور ايقونة الانقلاب التى دغدغت مشاعر المعترضين على فشل ادارة الاخوان وهو موضوع العدالة الانتقالية والذى لم يظهر الى الان الا مجرد تصريحات عن طريق مستشار الرئيس الذى قطع الطريق على مبادرات للم الشمل تحت وهم ان العدالة الانتقالية اولا ورفض اى مصالحات عرفية ثم نجد ان السيد المستشار متفرغ لاستغلال اجادته للغة فى مخاطبة التلفزة الامريكية تبريرا لسفك الدماء ونسى الاستاذ مصطفى حجازى ان ما كان يعلمه لتلامذته هو ماجعل منهم من يخرج فى تلك السلسلة من المظاهرات مطالبا بالعدالة فكان جزاء البعض من تلامذتك دكتور مصطفى رصاصة اردتهم ليس الا لانهم امنوا بما علمته لهم فخرجوا ليعبروا عنه فقتلوا ثم تكون انت من يبرر قتلهم ناسبا لهم الانتماء الى الارهاب او الاخوان .
ان المرحلة حرجة تحتاج ان يتخلى كل من يحكمون من الفريق السيسى الى الببلاوى الى مستشاريهم عن غرور القوة و السطوة الامنية فليست حلا وان كانوا لا يعلمون ولا يقرؤون فكيف يديرون بلدا بحجم مصر فليرجعوا ليعلموا كيف تم انهاء ازمة الارهاب فى التسعينات لانه لا يعقل ان نضيع بلدنا لنعيد الحكم متمسكين بتجارب سبق فشلها او مدفوعين بغل شخصى لان هذه الادارة ستودى ببلدنا الى الوراء فمصر ليست الاخوان وليست ايضا السيسى و الببلاوى مصر هى هذا الشعب الذى يجب الالتفات اليه و البحث عن الاستقرار بغض النظر عن مشاعركم الشخصية الميالة الى العنف و الاقصاء احتووا الشباب الغاضب على مستقبل بلده ورجاءا لا تراهنوا على عور الاعلام فان كنتم تصرون على فقأ العين الاخرى للاعلام و رجاله فالشعب يرى بعينين وهذا الفقأ لن يغير من الواقع شئ لان ما يبحث عنه الجميع الان كيف تستقر مصر وكيف يطمئن ابنائها الى اولئك الذين يحكمونها فى ظل ذلك العنف وتلك الدماء وفى ظل هذا الاقصاء الذى سيودى ببلدنا الى الخلف وليس الى الامام كما يحلم سادة المرحلة .
افيقوا يا سادة فالتاريخ لا يرحم ولن يزور فقدر مصر عظيم فكونوا على قدر عظمته وان عجزتم فاستقيلوا يرحمكم الله فذلك اشرف مما تاخذوننا اليه من كراهية وغل ودماء