الاستخبارات الحربية كان ترى السادات "بائع طماطم" غير خبير بخفايا السياسة ولا يمكنه أن يظل في السلطة لفترة طويلة كشفت وثيقة إسرائيلية جديدة عن أنه كانت هناك مخاوف داخل إسرائيل من إمكانية اختطاف رئيس جهاز الاستخبارات "الموساد" في عام 1973 على يد أشرف مروان، والذي كان "عميلاً مزدوجًا"، كما كشفت إسرائيل قبل وفاته في ظروف غامضة في 2007 إثر إسقاطه من شرفة منزله بلندن. وبعنوان "إسرائيل خافت من اختطاف رئيس الموساد على يد أشرف مروان"، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، إن أحد الذي أدلوا بشهادتهم عن فشل إسرائيل في حرب أكتوبر أمام "لجنة اجرانت" التي أقيمت لمحاسبة المسئولين كان البرت سوداي أحد رؤساء الأقسام السابقين بالاستخبارات الحربية الإسرائيلية (أمان) والذي أشار إلى أنه حاول على مدى أسبوع إقناع المسئولين أن القاهرة تستعد للحرب دون جدوى. وجاء في شهادة سوداي: "كان لي رأي مختلف بأن العرب سيشنون حربًا، وذلك مع التغيير الحكومي الذي قامت به مصر في مارس 73، لقد رأيت في الأمر خطورة، وأيضًا بسبب تصريحات (الرئيس المصري آنذاك أنور) السادات بأنه ذاهب للحرب، ولأنه تولى أيضًا منصب رئاسة الحكومة، وهو ما يعني أن سيقوم بأمر جدي وخطير". وأضاف أن "عددًا من المؤشرات أكدت مخاوفه بدخول مصر في المعركة على رأسها العتاد الخاص بتشييد الجسور الذي جلبه المصريون لمنطقة قناة السويس، وتسليح الوحدات البحرية علاوة على التعليمات بوقف صوم رمضان وغيرها". وأشار إلى أن سوداي تلقى يوم الجمعة 5 من أكتوبر معلومة بأن رئيس "الموساد" سيقابل المصدر أشرف مروان، أحد رجال النخبة المصرية الحاكمة، وكان لديه شكوك كبرى حول نواياه. كما أعرب عن تخوفاته من احتمالية خطف رئيس "الموساد" أو المساس به، ونقلت عنه شهادته للجنة "ذهبت إلى فردي عيني، مساعد رئيس الموساد، نقلت له شعوري عن قرب قيام الحرب، وعن علامات الاستفهام حول أشرف مروان وضرورة اتخاذ إجراءات احترازية". ولفتت الصحيفة إلى أن اللجنة سألت سوداي عن أنور السادات، وكيف تراه الاستخبارات الحربية الإسرائيلية، فأجاب "بائع طماطم"، موضحًا أن معنى هذا الوصف "رجل لا يساوي شيئا، وليس له موقف، ولا يحترم، غير خبير بخفايا السياسة ولا يمكنه أن يظل في السلطة لفترة طويلة". وتابع: "لكن تقديري الشخصي أن السادات كان رجلاً لا تتوقع ما هي خطوته المقبلة، (الرئيس المصري الأسبق جمال) عبدالناصر رغم أنه كان أشد تطرفا، إلا أنه كان متعقلاً ومن السهل تعقبه، أما السادات فبسبب قصر الوقت وشخصيته، كان لا يمكن توقع ماذا سيفعل، أمرًا واحدًا عرفناه عنه، أنه كان ماكر ومدبر للمؤامرات". وعن عدم اهتمام الاستخبارات الحربية بتحذيرات سوداي، قال الأخير في شهادته للجنة "منذ حرب 1967 سادت وجهة النظر القائلة إن الجانب المصري لا يمكنه أن يفعل شيئا ما، وكان أي رأي مخالف لذلك لا يلقى شعبية".