الحرية والعدالة: تأكيد على سطوة الدولة العميقة.. البناء والتنمية: عودة للنظام السابق الإسلامي: تصفية لثورة 25يناير.. الوطن: أين غضب القوى الثورية وحقوق الشهداء؟
اعتبرت القوى والأحزاب الإسلامية الحديث عن إجراءات إطلاق سراح الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك، أحد فصول الثورة المضادة وردة على مبادئ ثورة الخامس والعشرين من يناير، لافتا إلى المرحلة القادمة ستشهد مزيدًا من تمكين عناصر مبارك ودولته العميقة من مفاصل السلطة. وقال الدكتور محمد عماد الدين، عضو الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة: "عدم طعن النيابة على قرار إخلاء سبيل مبارك على ذمة القضايا تأكيدًا على سيطرة الدولة العميقة على مؤسسات الدولة وتسخيرها لمصلحة النظام السابق دون أن يشير هذا من قريب أو بعيد لاستقلالية النائب العام فيما كانت الدنيا تقوم ولا تقعد حين يخلي سبيل أحد من رموز النظام على ذمة القضايا رغم طعن النائب العام السابق في الحكم. ونبه إلى أن مثل هذه الإجراءات لن تجعلنا نتراجع أو تخور عزيمتنا للعمل على إسقاط الانقلاب وتداعياته واصفًا ما تردد عن فرض الإقامة الجبرية على مبارك بمثابة ذر للرماد في العيون ومسعى لتجنب ردود فعل غاضبة على الرجل الذي خرج المصريون عن بكرة أبيهم لإسقاطه. ومن جانبه، قال الشيخ علاء أبو النصر، الأمين العام لحزب البناء والتنمية الذراع السياسية للجماعة الإسلامية، إن الإفراج عن مبارك يشكل أهم دليل على نجاح الثورة المضادة حيث جاء الوقت الذي يفرج فيه عن رموز النظام السابق فيما يقاد الشرفاء والثوار إلى السجون. واستبعد أبو النصر أن يسهم إطلاق مبارك في إرباك النظام الجديد، مشيرًا إلى أن النظام لم يأتِ للحكم إلا للإفراج عن نظام مبارك والانتقام من كل ثوار يناير والإجهاز على جميع مكتسباتها. ونبه إلى أن الأيام القادمة ستشهد تنفيذًا لأهداف الثورة المضادة على أرض الواقع والعصف بكل القوى السياسية التي لعبت دورًا مؤثرًا في ثورة يناير وإبعادها عن المشهد السياسي فيما ستتاح الفرصة لرموز عهد مبارك من صدارة المشهد. وفي السياق ذاته، أكد هشام أباظة، القيادي الجهادي ووكيل مؤسسي الحزب الإسلامي، أن إطلاق الرئيس المخلوع حسني مبارك بالكارثة الجديدة التي يتعرض لها الشعب المصري بعد مقتل وتصفية آلاف المصريين على يد سلطة الانقلاب خلال الأيام الماضية، مشددًا على أن إطلاق سراح مبارك يعيدنا للرابع والعشرين من يناير وقبل إسقاط الشعب له. وقال إخلاء سبيل المخلوع يكشف كيف يدير الانقلابيون البلاد ويظهر رغبتهم الحقيقية في إعادة البلاد لما قبل ثورة يناير، معتبرًا أن هناك أنباء تجرى عن صفقات لإطلاق مبارك وإبعاده لإحدى الدول العربية مقابل مليارات من الدولارات ولم يستبعد أباظة إتمام هذه الصفقة خلال الأيام القادمة مستهجنًا بشدة حالة الصمت التي تعاطت بها القوى السياسية حيال ما أعلنته النيابة العامة عن عدم الطعن بشكل يؤكد أن ثورة الخامس والعشرين أصبحت من الماضي في ظل تزامن الأمر مع حملات تشويه منظمة تجري لكل رموز ثورة يناير. فيما وصف محمد نور، نائب رئيس حزب الوطن، للعلاقات الخارجية إخلاء سبيل مبارك بمثابة رصاصة الرحمة علي المسار الديمقراطي الذي سارت عليه مصر منذ ثورة يناير وتأكيد أن الانقلاب قد جاء لإعادة الاعتبار لرموز النظام السابق ومعاقبة شعبنا على ثورته على النظام السابق. واعتبر أن تحدى مشاعر الشعب والضرب بعرض الحائط لأرواح الشهداء - الذي نزل قطاع من المصريين في الثلاثين من يونيه لإعادة حقوقهم وتعويض ذويهم بعد مزاعم عن تعرضهم للإجحاف في عهد الرئيس محمد مرسي - متسائلا لماذا لم نسمع صوتًا للقوى المسماة بالثورية يعترض على إطلاق رجل حوكم بالأشغال الشاقة على مقتل أكثر من 1000 شهيد قبل إلغاء النقض الحكم وإعادة محكمته أمام دائرة أخرى.