أكد نبيل فهمي، وزير الخارجية المصري، أن تدويل القضايا المصرية أمر مرفوض تمامًا، لافتًا إلى أنه يجرى اتصالات مع عدد من وزراء الخارجية فى العالم من أجل المناقشة حول الأوضاع الحالية التى تمر بها مصر. وأضاف فهمى خلال المؤتمر العالمي الذى عقد بمقر وزارة الخارجية، أن ما يحث بمصر الآن من أعمال عنف من الممكن أن يؤجل نجاح خارطة الطريق، وأوضح فهمى أنه ليس لديه مشكلة بأن يكون هناك اهتمام بما يجري بمصر، لكنه يرفض تدويل القضية. ولم يستبعد وزير الخارجية أن تتواصل الجهود لتدويل القضية، مؤكدًا أن القرار المصري سيظل مصريًا، مشيرًا إلى أن مصر مرت بثورتين وشاهدنا ظروفًا صعبة وتحديدات بالغة الخطورة، ولم تفقد المسار السياسي أو السلمية أو الموضوعية. وأوضح أن الأمور من الممكن أن تحل بالمنظور السياسي والانتقال إلى تنفيذ خارطة الطريق بما يشمل الجميع دون إقصاء طالما هناك التزام بالقانون، مؤكداً أن المسار السياسي هو الاتجاه المصري فلا يوجد مشكلة تحل بالمسار الأمني فقط. وأكد أن الحكومة سوف تعمل على تشكيل لجنة تقصى حقائق من شخصيات مستقلة لتوثيق ما حدث فى مصر بدقة وحيادية، مشيرًا إلى أنه سيتم فتح المجال أمام أى مواطن مصري لممارسة جميع حقوقه السياسية بشكل سلمى ولكن بعد استقرار الأوضاع فى البلاد. وأكد وزير الخارجية، أن مصر دولة محورية يتابعها المجتمع الدولي، ونرحب بهذا الاهتمام، وكذلك أي أفكار لبناء دولة متحضرة. كما تحدث عن الموقف الدولي قائلاً: "إنه منذ 30 يونيه ومع فض اعتصامي نهضة والرابعة تم تسليط الأضواء من المجتمع الدولي على أهمية ضبط النفس الحكومي، ولكن دون أن يتم إبراز وتنديد العنف من الجانب الآخر، رغم استهداف منشآت وكنائس، رغم أنه ليس له علاقة بالتظاهر فهو عمل إجرامي هدفه زعزعة استقرار الوطن. وأوضح فهمى أن هناك حالة من التخاذل الدولي فى تسليط الأضواء على أحداث العنف التى تحدث فى مصر، مؤكدًا أننا مع ضبط النفس وضد أي ضحايا من أي تيار ولا نقبل أن يتم وضع الحالتين فى كفة واحدة، وهناك فرق بين سلطة أمنية فى مواجهة معتصمين بعضهم سلمى والآخر مسلح وبين عنف مبرمج لهز كيان الوطن. وقال فهمى إن التلويح بسحب المساعدات فى هذه المرحلة، مرفوض والمساعدات مشكورة استفادت بها مصر ونأمل أن تستمر، لافتَا إلى أن القضية المطروحة لا يصح ربطها بأي مساعدات فهي قضية مصرية، ونحن أمام تحد حقيقي نتعامل معه وفق القواعد الدولية والسلمية. وطالبت وزارة الخارجية وسائل الإعلام العالمية بضرورة الحياد والتوازن تجاه الأحداث التي سيطرت على مصر خلال الأيام الماضية.