نسمع كثيرا عن مصطلح (البروفيتييرز)، والذي يعني (المنتفعين)، والمنتفعون وفق هذا المصطلح هم الذين يطوعون الأحداث، حتى العارضة منها، لما يخدم ترويج أو تكريس مصالحهم.. وهذا بالضبط ما حدث من هواة الصيد في المياه العكرة على خلفية حالة العلاقة بين مصر وقطر فراح المزايدون على الفور يتهمون الشركة المصرية للأقمار الصناعية (نايل سات) بأنها تقف وراء التشويش الذي حدث للبث التلفزيوني لافتتاح بطولة كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا.. وخرجت وكالات الأنباء تحمل تصريحات وتلميحات بإيعاز ضمني من هؤلاء المزايدين، وهم للأسف موظفين بالجزيرة الرياضية، الذين أطلقوا أيضاً تصريحات عنترية وراح الكل يستعرض عضلاته ويطلق بيانات ثورية نارية من نوعية: لن نستسلم ولن نتراجع ولن ولن.. مع تلقيح واضح بالكلام نحو مصر ونحو شركة النايل سات.. وبداية، فقد أكد اللواء أحمد أنيس رئيس النايل سات فور اتصال مع موقع سوبركورة به بأن هذا كلام غير صحيح والشركة لديها التزامات دولية وهي حريصة على هذه الالتزامات والتعاملات الدولية كما أن الشركة والجزيرة الرياضية سيحققان في الأمر.. وقال مصطفى حسين رئيس قناة النيل للرياضة إنه لا يوجد دافع واحد كما لا يمكن لشركة النايل سات فنيا أن تشوش على قناة واحدة، إلى جانب أن بطولة أمم أنجولا 2010 بثت بدون أي مشاكل رغم أن الجزيرة الرياضية رفضت بيع مباريات البطولة للتلفزيون المصري، على خلاف كأس العالم حيث يبث التلفزيون المصري 22 مباراة من المونديال. وبعد ساعات من العاصفة، خرج ناصر الخليفي، مدير عام قناة الجزيرة الرياضية بتصريحات موزونة دون أن يتهم أحد ودون أن (يلقح بالكلام) مثلما فعل بعض موظفيه ماركة هشام الخالصي مدير دائرة البرامج بقناة الجزيرة الرياضة ومذيع آخر بريش جهلي يمنعني حاليا من معرفة اسمه.. والخالص البالصي كان أهم (بروفيتير) في الليلة دي كلها.. حيث خرج الذي يعتبر نفسه ظلما وعدوانا نجم النجوم، ويحاول إيهام نفسه بعلامات النجومية المتأخرة، بتصريحات وكأنه يقول (أنا موجود وفي الخدمة).. وظني، وبحكم وجودي في قطر وفهمي الجيد للعقلية القطرية المتفتحة، فإن أحدا لم يطلب خالص من الخالصي أن يكون ملكا أكثر من الملوك.. لكنها للأسف المزايدات على علاقات بين دول واللعب في منطقة رمادية بطريقة يعرفها الجميع.. نعم.. هناك إشكاليات في العلاقة بين مصر وقطر على المستوى السياسي، لكن علينا كإعلام مصري وعربي أن نتصدى لمثل هذه المهاترات وأن نوقف المزايدين عند حدهم، فغدا أو بعد غد أو بعد شهر، ستعود المياه بين القاهرة والدوحة لمجاريها لأننا في نهاية المطاف أخوة وأشقاء، ولذلك نطالب من الأخوة والأشقاء ماركة الخالصي والريش أن يقولوا خيراً أو ليصمتوا.. الخالصي المغرور والمنفوخ على الفاضي، لديه بعض الحق في التلاسن، فهو الذي لم يوقفه أحد وهو يجلس منفوخ في برنامج (شوبير) واضعاً قدمه في وجه (الشارع المصري) وكأنه أوباما أو رئيس وزراء دولة عظمى، فيما جلس أشرف محمود، مراسل قناة الجزيرة الرياضية بالقاهرة دون أن يحرك ساكناً وهو يضع يديه على رجليه مثل التلميذ بينما المنفوخ ريشه يسخر من سؤال شوبير، ويقول بتهكم وين ياخي (الشارع المصري).. على الإعلام الواعي في مصر وقطر أن يتحلى بأعلى درجات المسئولية، وعلى المنتفعين من أمثال الخالصي أن يلزموا حدودهم الوظيفية، لأن الإساءة ستكون بعشرة، واللعب في المنطقة الرمادية ومحاولة الصيد في المياه العكرة، قد تقصر من أحلامهم في البقاء على كراسي فضفاضة جلسوا عليها في غفلة من الزمن.. www.superkoora.com