لا يزال السقوط المدوي لمحمود أباظة أمام منافسه محمود أباظة في الانتخابات على رئاسة حزب "الوفد" التي جرت في أواخر مايو الماضي يثير شهية الوفديين لإطلاق التكهنات حول أسبابه، خاصة وأن المؤشرات كانت ترجح كفة الأول الذي وصل إلى قيادة الحزب بدعم رسمي بعد الإطاحة بنعمان جمعة في انقلاب دموي. وتتردد داخل أروقة الحزب أن أحد أهم أسباب الإطاحة بأباظة ترجع إلى غضب زكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية عليه، بسبب التصريحات التي أدى بها أبرز حلفائه منير فخري عبد النور السكرتير العام للحزب قبل شهور حول ملابسات تسليم وفاء قسطنطين زوجة كاهن أبو المطامير إلى الكنيسة، لإنهاء الأزمة المحتدمة آنذاك. وقالت مصادر وفدية إن الحوار الذي أدلي به القطب الوفدي لصحيفة "المصري اليوم" منذ عدة أشهر وتحدث فيه عن قيامه بدور الوساطة بين النظام والبابا شنودة لتسليم قسطنطين للكنيسة مقابل إنهاء البابا اعتكافه بدير وادي النطرون قد أغضب النظام بشده خصوصا مع إشارة عبد النور إلى الدور الذي لعبه الدكتور زكريا عزمي رئيس ديوان رئاسة الجمهورية في تمرير الصفقة. وكشفت المصادر ذاتها، أن عبد النور تلقى تعنيفا من عزمي على الكشف عن هذه الخلفيات، وكذلك تكرر الأمر مع محمود أباظة رئيس حزب "الوفد" حينذاك والذي أصدر تعليمات لقادة الحزب بالتأكيد على أن دور عبد النور في هذه الصفقة كان شخصيا ولا علاقة له بالحزب من قريب أو بعيد. من جانبه، لم يستبعد علاء شوالي القطب الوفدي البارز في تعليق ل "المصريون" وجود علاقة بين الغضب الحكومي على أباظة وتصريحات حليفه عبد النور حول دوره في تسليم وفاء قسطنطين للكنيسة، رغم تقليله مما يتردد عن وجود دور حكومي أسهم في تعزيز فرص البدوي في انتخابات الحزب. وقال شوالي إن حديث عبد النور عن صفقة تسليم قسطنطين بين الحكومة والكنيسة أثار غضب النظام، خاصة وأنه حرص على فرض نوع من الغموض حول القضية ورفض الرد على استفسارات حول مصير السيدة، منذ تسليمها إلى الكنيسة واحتجازها في مكان غير معلوم حتى الآن.