استيقظت الجماعة الصوفية في سيناء ليلة القدر، على تفجير اثنين من أضرحة مشايخها، ينتميان لطريقة الشيخ عيد أبو جرير أحد أهم الأعمدة في قبيلة السواركة كما يقول أبناء القبيلة. وأعلنت مصادر قبلية وقت صلاة العشاء وتراويح ليلة القدر، أن مجهولين مسلحين قاموا بتفجير ضريحين لمشايخ الصوفية بشمال ووسط سيناء، حيث قامت المجموعة المسلحة بتفجير مقامين لأولياء الله الصالحين أحدهما في شمال سيناء غرب العريش والآخر بوسط سيناء. وأكد شهود عيان ممن رأوا الفاجعة -على حد قول المتصوفة- أن ملثمين يقتادون سيارة دفع رباعي قاموا بوضع عبوات ناسفة داخل مقام أحد الأولياء الصالحين بقرية الروضة مركز بئر العبد، غرب العريش بمسافة 50 كيلو مترًا ويدعى الشيخ سليم شريف أبو جرير، أحد مشايخ الطريقة الجريرية، ومن أتباع الشيخ عيد أبو جرير وتلاميذه، وتم تفجيره عن بعد، حيث تفجرت الجدران وبقيت القبة صامدة. كان الشيخ عيد أنشا زواياه في سيناء وخرج منها تلاميذ ومريدون أصبحوا مشايخ ونداة حق وتوحيد كما يقولون أتباع الطريقة الجريرية، والذين فجعوا اليوم بضربة قاسية حينما تم استهداف مقامين لأحد أركان القبيلة وأحد أعمدة الطريقة الجريرية الصوفية المنتشرة زواياها في معظم نواحي سيناء والشرقية من مصر. وتزامنت عملية التفجير مع تفجير آخر بمنطقة المغارة بوسط سيناء لمقام آخر، حيث تم خلاله تفجير مقام الشيخ حميد أبو جرير، ويعتبر أيضًا من مشايخ الطريق الجريرية أكبر الطرق الصوفية في سيناء ومن اتباع الشيخ عيد أبو جرير. يذكر أن مجموعة مسلحة قامت منذ أكثر من عام ونصف العام بتفجير مقام الشيخ زويد الوحيد بالمدينة، وتحديدًا في مايو 2011م، ويعتبر التفجيران هو ثالث ضريح لمشايخ الصوفية يتم استهدافه بعد الثورة المجيدة. وأكد الشيخ عبد القادر مبارك، أحد أتباع الطريقة الجريرية في العريش والروضة أن تفجير المقامات في المغارة والمزار وبقاء صخرة موشى ديان على ساحل الشيخ زويد شامخة يدل على هوية وانتماء المفجرين. وأضاف أن أبناء الطريقة لن يتركوا أولئك المخربين وسوف يتم معرفتهم وملاحقتهم، وقوبلت عملية تفجير الأضرحة بشمال سيناء ووسطها باستياء شديد بين العائلات والقبائل. وعلى الصعيد الأمني في العريش فقد هاجم مسلحون مجهولون، بالتزامن مع موعد الإفطار، مساء أمس، مقرات أمنية في ساحل البحر وحى الضاحية، وهو ما أدى إلى إصابة اثنين من القوات الأمنية. وأفاد مصدر أمنى، بأن هجومًا مسلحًا على نادي ضباط الشرطة بحي الضاحية بالعريش تسبب في إصابة الشرطي صبحي بكر محمد برصاصة في الكتف، فيما هاجمت المجموعة الإرهابية قسم ثان العريش وأصابت الجندي جودة عبد الفتاح محمد برصاصة في البطن، وتم نقل المصابين للمستشفى العسكري. وأكد أهالي بحي المساعيد غرب العريش أن دوى إطلاق نار متقطع سمع على فترات متقطعة بمناطق غرب العريش دون أن يعرف مصدره. كما سمع بعد صلاة العشاء أصوات رصاصات بحي الضاحية بالعريش وحى المزرعة جنوبالمدينة ولكن لم يبلغ عن وقوع إصابات. وفي الشيخ زويد ورفح بقيت الأمور هادئة لليوم السادس على التوالي وقد سمع دوى انفجار لم يعلن عن مصدره، فيما أطلقت القوات الأمنية بمعسكر الزهور بالشيخ زويد القنابل الصوتية المضيئة مع منتصف الليل، في إشارة لتواجدها بقوة في المكان. ولوحظ اختفاء المسلحين من الشوارع بشكل لافت للنظر من شوارع المدينة وضواحيها سواء في الشيخ زويد أو في مدينة رفح.