تقدم السيد البدوي الرئيس المنتخب لحزب "الوفد" أمس بخطاب إلى صفوت الشريف رئيس مجلس الشورى يفيد بانتخابه رئيسا للحزب لمدة أربع سنوات قادمة من قبل أعضاء الجمعية العمومية في الانتخابات التي جرت الجمعة الماضية وأطاح فيها بمحمود أباظة من رئاسة الحزب. واعتبر البدوي تقدمه بالخطاب يأتي طبقا لقانون الأحزاب السياسية باعتبار الشريف رئيسا للجنة شئون الأحزاب، متعهدا بتحقيق المصالحة ولم شمل الوفديين، وضم النواب المستقلين بمجلسي الشعب والشورى إلى "الوفد"، وقال إنه بدأ الاتصال بالعائلات الوفدية كما حدث أيام فؤاد سراج الدين لدعم مرشحي الوفد في الانتخابات القادمة. وقال في تصريحات صحفية إنه سوف يحدد خلال 48 ساعة خطته الخاصة بالإعداد الانتخابات مجلس الشعب القادمة التي سيخوضها "الوفد" بقوة، لكنه لم يحسم بعد موقفه من الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر 2011، وقال إن "الوفد" لم يحسم موقفه منها حتى الآن. وأضاف: إذا قرر الحزب خوض الانتخابات الرئاسية المقررة في العام القادم سيتم الترشح من خلال الهيئة العليا ل "الوفد"، وعرض اسم المرشح على الجمعية العمومية، وقال ليس بالضرورة أن يكون رئيس الحزب مرشحا لانتخابات الرئاسة، لأن كل انتخابات لها ظروفها ومواصفاتها. وكان البدوي قام برفقة فؤاد بدراوي نائب رئيس الحزب ورضا إدوار عضو الهيئة العليا ل "الوفد" بزيارة الدكتور أحمد فتحي سرور رئيس مجلس الشعب في مكتبه بمقر البرلمان أمس حيث أثنى على التجربة الانتخابية للحزب. ووصف سرور انتخابات "الوفد" بأنها حضارية، وقال إن الحياة الديمقراطية هي التي فازت بها، وإن حزب "الوفد" أعطى درسا لكل الأحزاب في الديمقراطية والشفافية، وأعرب عن أمله في أن يتغلب على الخلافات الداخلية، وتعهد البدوي بتحقيق ذلك، مؤكدا "سنعمل يدا واحدة ولن تكون هناك خلافات داخل الوفد". إلى ذلك، يسعى البدوي إلى عودة اللحمة إلى الحزب عبر طي الصفحة الماضية وإزالة سحب التوتر الذي خيم على الأجواء داخل الحزب منذ عام 2006، والعمل على إعادة عدد من قياداته التي غادرته في إطار سعيه للمصالحة وإعادة ترتيب الأوضاع داخل الحزب. وينتظر أن تشهد المرحلة القادمة عودة القيادات الوفدية، مثل الدكتور محمد زهران، وعاطف البنا، وحامد الأزهري، وحمدي شوالي، والمهندس مجدي سراج الدين، وغيرهم من قيادات الحزب، ويسعى إلى مصالحة مع جميع الوفديين بما فيهم أعضاء جبهة الدكتور نعمان جمعة، الذي تم الإطاحة به من رئاسة الحزب في الأحداث الدموية عام 2006. وسيكون أول قرار للبدوي إعادة اللجان النوعية للحزب، التي لعبت دورا مهما في تاريخ "الوفد" الحديث وتحديد مواقفه السياسية، لاسيما وأن المرحلة الجدية ستشهد جهودًا مكثفة لإعادة الحزب إلى صدارة المشهد، باعتباره من أبرز أحزاب المعارضة وليس تابعا للنظام كما حدث خلال السنوات الماضية. وكشفت مصادر مطلعة، أن عودة الطيور المهاجرة كان ضمن التعهدات التي قطعها البدوي على نفسه ولجبهة المعارضين لأباظة، الأمر الذي أمن له تأييد غالبية أعضاء الجمعية العمومية، ومكنته من الإطاحة به بأغلبية كبيرة. في المقابل، لم يستطع أنصار أباظة بعد تجاوز صدمة خسارة الانتخابات، حيث أجهش العديد منهم بالبكاء عقب إعلان النتيجة، ومنهم منير فخري عبد النور ومحمد سرحان ومحمد علوان ومحمود علي وصلاح سليمان وعبد العزيز النحاس، لاسيما وأنهم لم يتوقعوا هزيمته، ومنذ ذلك الوقت أغلقوا هواتفهم ورفضوا الرد على أي اتصالات هاتفية للتعقيب على نتائج الانتخابات الأخيرة. من جانبه، أعرب علاء شوالي القطب الوفدي المعروف عن اعتقاده بأن "الوفد" تحت رئاسة البدوي سيشهد أجواء مصالحة، وإعادة ترتيب البيت الوفدي من الداخل، وعودة الطيور المهاجرة للعمل على استعادة دور الحزب على الحياة السياسية، ونفى وجود صفقات بين الرئيس المنتخب والحكومة، مشيرا إلى أن انتخابات "الوفد" كانت بعيدة كل البعد عن أي تدخل حكومي.