كشفت مصادر شاركت في اللقاءات التي عقدتها كاثرين آشتون، ممثلة الاتحاد الأوروبى، عن أن الموفدة الأوروبية لديها ملامح لمبادرة ستفتح المجال لإنهاء حالة الانقسام السياسى في مصر، وتتضمن الخروج المشرف للرئيس المعزول محمد مرسى وإجراء انتخابات رئاسية خلال 60 يومًا، يشارك فيها كل الأطراف على أن يتم تعديل الدستور ووقف الملاحقات الأمنية بخروج كل المعتقلين السياسيين. يأتي ذلك في الوقت الذي أعلن فيه المتحدث باسم المفوضة العليا للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، أن آشتون التقت مساء الاثنين الرئيس المعزول محمد مرسي وأجرت معه مناقشات "مستفيضة" لمدة ساعتين في مكان احتجازه. وتعد المبادرة المرتقبة متفقة إلى حد كبير مع تطلعات التحالف الوطنى لدعم الشرعية الذى طالب بخروج مرسى بشكل مشرف على أن يتولى المرحلة الانتقالية رئيس وزراء تكنوقراط مستقل يدير إجراء انتخابات رئاسية مبكرة. وقال خالد الشريف، المتحدث الإعلامي لحزب "البناء والتنمية"، الذراع السياسية للجماعة الإسلامية: "إن وفد "التحالف" عرض على ممثلة الاتحاد الأوروبي مبادرة تشمل عودة الرئيس محمد مرسي، وتسليم جميع صلاحياته لرئيس وزراء توافقي، على أن تجرى انتخابات برلمانية بعد 90 يومًا من تشكيلها ثم الانتخابات الرئاسية، إضافة إلى إنهاء حالة الترويع والتخويف واستخدام الجيش فى قتل المدنيين أو الانحياز لفئة دون فئة ما يشكل خطورة على كيان الدولة، موضحًا أنها سمعت جميع الآراء ورحبت بها لإنهاء الأزمة الحالية. وأشار إلى أن لقاء آشتون تضمن عدة محاور أهمها التأكيد على أن الرافضين للانقلاب العسكري مستعدون لأي مبادرات وحلول سياسية لإنهاء الانقسام الموجود حاليًا بحيث يكون هناك دعم للشرعية وأنهم على استعداد لأي استحقاقات انتخابية فى الفترة المقبلة، موضحًا أن الوفد أكد رفضه للعنف بكل أشكاله الذي يحاول قادة الانقلاب جر البلاد إليه. وقال بسام الزرقا، مستشار الرئيس السابق، والقيادي بحزب النور، إن آشتون سعت خلال اللقاءات إلى الاستماع لكل الأطراف السياسية، مؤكدًا أنه لا توجد مبادرة حقيقية من قبلها ولكنها جاءت للقاهرة لنقل الصورة عن قرب إلى الدول الأوروبية لإمكان النظر فى الأمر والبت فى فكرة الخروج من الأزمة الحالية، موضحًا أن آشتون أكدت عدم التدخل فى الشأن المصرى وأنها تحترم التحول الديمقراطي فى مصر مشمولا بكل الأطراف السياسية، كما أنها ترغب في العمل على تهدئة الأجواء والتقليل من حدة الانقسام. وكشف الزرقا عن وجود مبادرة جادة تعطى إشارة للانتقال السياسي وحل الأزمة من قبل حزب النور، يعكف عليها قيادات الحزب حاليًّا بالتواصل مع كل الأطراف السياسية خاصة التحالف الوطني لدعم الشرعية وأيضًا قيادات بالنظام الحاكم والجيش وسيتم الإعلان عن تفاصيلها حال موافقة كل الأطراف عليها وتنفيذها على أرض الواقع، مشددًا على أن الحل سينبع من مبادرات داخلية ودون تدخل خارجي ليكون أبناء الوطن أنفسهم هم أصحاب المبادرة وليس غيرهم. وقال محمود طه، القيادي بالجماعة الإسلامية، وأحد المشاركين في لقاءات آشتون: إن الجماعة ترحب بأي مبادرات سياسية مطروحة توقف نزيف الدم، مشيرًا إلى محاولات الخارج لتهدئة الأوضاع ووقف التنكيل بالتيار الإسلامي، موضحًا أن هناك مبادرة ستطرح من حزب "النور" قد تنجح فى حل الأزمة.