مؤيدو المعزول يهاجمون الأهالي بعد أنباء عن مشاركتهم في فض الاعتصام.. وإصابة العشرات من الطرفين.. وقوات الأمن تنجح في فض الاشتباك.. والإخوان يتهمون الجيش بتأليب الأهالي نشبت اشتباكات عنيفة بين إحدى العائلات المؤيدة للرئيس المعزول محمد مرسى وأهالي عزبة أبو حشيش بمنطقة حدائق القبة مساء الأحد، بعد تردد أنباء عن تورط أهالي أبو حشيش في فض اعتصام رابعة العدوية بالقوة بالتعاون مع وزارة الداخلية، وتطورت الاشتباكات بين مؤيدي مرسي وأهالي المنطقة إلى حرب شوارع بين الطرفين، استخدم فيها المولوتوف والخرطوش والأسلحة الآلية كما أدت إلى وقوع عشرات القتلى والمصابين واحتراق عدد كبير من العقارات. وبدأت الاشتباكات بعد قيام العشرات من مؤيدي الرئيس المعزول بمنطقة الحدائق باعتلاء كوبري 6 أكتوبر ورشق المنازل بزجاجات المولوتوف الحارقة، ما أدى إلى اشتعال النيران بها، وهو ما أدى إلى حالة من الفزع والهلع بين سكان العزبة ما دفع النساء والأطفال إلى ترك منازلهم والهروب إلى الشوارع الرئيسية. وتبادل الطرفان التراشق بالحجارة والمولوتوف، ما أدى إلى اشتعال النيران في بعض المنازل والمخازن الخاصة بأهالي المنطقة ومؤيدي الرئيس السابق، كما اشتعلت النيران في ثلاثة عقارات بجوار المزلقان ما أدى إلى تكدس مروري أعلى كوبري غمرة. ونشب حريق هائل بأحد منازل العزبة جراء زجاجات المولوتوف التي يطلقها الأهالي على قوات الأمن، ما أدى إلى وقوع عشرات المصابين من الأهالي وقوات الأمن المركزي، حيث تم نقل المصابين بسيارات الإسعاف لمستشفى الدمرداش. وبعث أهالي العزبة برسالة استغاثة للقوات المسلحة بسرعة التدخل لإنقاذ الموقف المشتعل ووقف الاشتباكات المندلعة، في الوقت الذي لجأ فيه بعض الأهالي لتجميع ممتلكاتهم في حقائب في محاولة منهم للهرب من المنطقة. وقام أهالي" الفيايمة" المؤيدين للدكتور مرسي بإطلاق النيران نحو قوات الشرطة، التي ألقت القبض على اثنين من قيادات المشاجرة، وفى الوقت نفسه عززت قوات الأمن من تواجدها وقيامها بحملة تمشيط بالعزبة ب3 مدرعات لملاحقة الطرفين بالشوارع الجانبية بالعزبة. وتدخلت مجموعة من القوات الخاصة للسيطرة علي الاشتباكات المندلعة، وداهمت الفرق الخاصة العقارات التي يختبئ بها عناصر الاشتباكات وألقوا القبض على 3 أشخاص بحوزتهم فرد خرطوش و2 سلاح آلي والعشرات من طلقات الخرطوش والطبنجات. وتمكنت قوات الأمن من فض الاشتباكات بعد عدة ساعات من وقوعها. وبعد توقف الاشتباكات، اعتلى أهالي العزبة كوبري المشاة، وقاموا بإطلاق الرصاص بصورة عشوائية على المارة وقوات الأمن، كما رشقوا عددًا من العمارات السكنية بالمولوتوف ما أدى إلى اشتعال النيران فيها مرة أخرى، في الوقت الذي تمكن فيه رجال الإطفاء من إخماد النيران في العقارات المشتعلة بعد إرسال تعزيزات حتى وصل إجمالي السيارات إلى 16 سيارة و3 خزانات. واتهمت جماعة الإخوان المسلمين قيادات الجيش والنظام الحالي بمحاولة تأليب أهالي المناطق المحيطة بميدان رابعة العدوية والنهضة لتبرير الاشتباك مع أنصار الرئيس المعزول محمد مرسى وفض الاعتصام بالقوة وعمل مجازر جديدة. وقال أحمد عبد القادر، أحد قيادات الجماعة، إن هناك قوى ثورية ستشارك في الاعتصام، موضحًا أن هناك اتصالات تلقتها إدارة الاعتصام بوجود وافدين جدد مثلما جرى من "ألتراس أهلاوي" وبعض أعضاء حزب "مصر" و"مصر القوية" وشخصيات عامة عدة وكثير من الفئات المجتمعية. وقال محمد الفقي، القيادي بحزب الحرية والعدالة، إن انضمام أعضاء من رابطة "ألتراس أهلاوي" إلى صفوف الرافضين للانقلاب العسكري يمثل نقله نوعية في صفوف الرافضين للانقلاب العسكري مشيرًا إلى أن الكثير انضم إلى التظاهرات من الإعلاميين والشخصيات العامة مثل المستشار محمود الخضيري والكثير من الإعلاميين الرافضيين للانقلاب العسكري لإدراكهم أن المسألة أصبحت الاختيار بين الحرية والديمقراطية أو الاستبداد . وأضاف الفقي، أن هناك رغبة لدى "الحرية والعدالة" في التحاور مع الحركات الثورية التي شاركت في ثورة 25 يناير باعتبار أن ما يحدث الآن هو عودة إلى الدولة العسكرية والدكتاتورية بكل ما فيها من عودة لأمن الدولة وملاحقة السياسيين والشباب . فيما طالب اللواء طلعت مسلم، الخبير الاستراتيجي، قوات الجيش والشرطة بتوفير الاستقرار والتصدي لكل أشكال الفوضى، مشيرًا إلى أن معتصمي رابعة يمثلون يشكلون عبئًا كبيرًا على أهالي المنطقة وعلى حركة المرور . واعتبر مسلم أن قوات الجيش والشرطة حتى لو قامت بعملية التحريض هذه فهو من واجبهم ومن صميم عملهم، على حد وصفه، لأنهم من حقهم البحث في كل الاتجاهات التي من الممكن أن تساهم في فض الاعتصام, مشيرًا إلى أن المعتصمين لن يستطيعوا الصمود كثيرًا وعليهم الانسحاب.