صرح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية بأن وزير الخارجية نبيل فهمي أكد مجددًا لوفد اللجنة الإفريقية رفيعة المستوى لمصر - برئاسة رئيس مالي الأسبق ألفا عمر كوناري، ورئيس وزراء جيبوتي السابق "دليتا محمد دليتا"، وممثل رئيس بوتسوانا، رفض مصر للقرار المتسرع الذي اتخذه مجلس السلم والأمن الإفريقي بتجميد مشاركتها في أنشطة الاتحاد الإفريقي بناءً على أسانيد لا تمت للواقع المصري بصلة. وأشار نبيل فهمي في هذا الصدد إلى الاستياء الشديد الذي ساد الرأي العام المصري، لأن القرار يأتي من الأشقاء الأفارقة وبدون أي أسانيد من الواقع، خاصة أنه تجاوز تمامًا ردود فعل المنظمات الإقليمية والدولية. وأضاف المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية في "تصريح خطي" اليوم أن الوزير "فهمي" أكد خلال المقابلة ترحيب مصر بالوفد الذي يضم عددًا من السياسيين والحكماء الأفارقة وتلبيته دعوة مصر لزيارتها في إطار جمع المعلومات والوقوف على حقيقة التطورات التي شهدتها مؤخرًا. وأعرب وزير الخارجية خلال اللقاء عن التزام الحكومة ببناء ديمقراطية حقيقية وفقًا لخريطة الطريق في إطار عملية سياسية تشمل كل القوى السياسية دون إقصاء طالما تم الابتعاد عن العنف. وأشار المتحدث إلى أن الوزير فهمي قد أعرب عن تطلعنا لقيام الوفد بإجراء اتصالات مع كبار المسئولين ومع مختلف القوى السياسية وجمع المعلومات المطلوبة عن حقيقة الأوضاع في مصر، والتي يتعين أن تأخذ بعين الاعتبار الحقائق التي جسدها خروج الملايين من الشعب المصري للمطالبة بحقوقه المشروعة بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة. وأضاف "فهمي" أننا نأمل في سرعة إعادة النظر في قرار مجلس السلم والأمن الإفريقي بعد قيام وفد اللجنة الإفريقية برفع تقريره إلى المسئولين في الاتحاد الإفريقي. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية إن الرئيس "كوناري" قد أكد خلال الاجتماع على الأهمية البالغة التي توليها القارة الإفريقية لمصر لما لها من مكانة كبيرة في القارة، مشيرًا إلى أنه لا يمكن للاتحاد الأفريقي أن يكون فعالًا بدون مشاركة كاملة لمصر في أنشطته، خاصة أن مصر من الآباء المؤسسين لمنظمة الوحدة الإفريقية ثم الاتحاد الإفريقي، كما أنها هي التي استضافت جميع حركات التحرر الإفريقية في القاهرة، ونوه إلي دورها الكبير المشهود في محاربة الاستعمار ونظام الفصل العنصري، فضلًا عن دورها في تحقيق التنمية في القارة الإفريقية. كما قدم "كوناري" الشكر للحكومة المصرية على استضافة الوفد وتسهيل مهمته وإجراء مقابلات مع المسئولين وممثلي القوى السياسية المختلفة، والشكر لما ذكره وزير الخارجية "نبيل فهمي حول المصالحة وتنفيذ خريطة الطريق، معربًا عن تفاؤله لما استمع إليه. كما نوه "كوناري" إلى اهتمامهم بتوقف العنف في مصر، معربًا عن ثقتهم في أن مصر ستقدم للعالم الإسلامي وللعالم نموذجًا يؤكد وسطية الإسلام وقيمه السامية التي تحض على نبذ العنف والانقسام، خاصةً في ضوء ما هو معروف عن تسامح الشعب المصري ورفضه للعنف. وأضاف المتحدث الرسمي أن رئيس وزراء جيبوتي الأسبق قد شدد على أنه لا يمكن تخيل إفريقيا بدون مصر وأن إفريقيا ترغب بقوة في سرعة عودة مصر للمشاركة في أنشطتها في ضوء دورها التاريخي في القارة الإفريقية. وتابع أن اللجنة ستقدم تقريرها فور عودتها إلى أديس أبابا يتضمن محصلة ما سمعته خلال مقابلاتها مع المسئولين وممثلي القوى السياسية. وقال المتحدث إن الوزير "فهمي" اختتم المقابلة بتكرار ترحيبه بمهمة الوفد والعمل علي تسهيلها، وتطلعنا إلي أن يرفع الوفد تقريرًا موضوعيًا يعكس الحقائق وبما يسمح بإعادة النظر في القرار السابق.