قُتِل ثلاثة مسلمين ومُثِّل بجثثهم في وسط نيجيريا في أحدث موجة من العنف الطائفي تشهدها المنطقة، بعد أيام من رفع حظر التجول التي فرضته الحكومة إثر مقتل المئات في مواجهات مماثلة. وصرح مسئولون عسكريون بأن الثلاثة وهم رعاة ماشية من جماعة فولاني كانوا يبحثون عن ماشية مفقودة عندما هاجمهم قرويون نصارى من البيروم في قرية توسونج جنوبي جوس عاصمة ولاية بلاتو. وقام النصارى بتمزيق جثث المسلمين الثلاثة وإحراقها، بحيث يصعب التعرف على ملامحها في مستشفى القوات الجوية النيجيرية في جوس حيث نقلهم جنود إلى هناك. وذكر مسئول عسكري أن رجالًا من الفولاني اتصلوا بهم لمرافقتهم في البحث عن أبقارهم المفقودة، وأن شبانًا من البيروم مدججين بالسلاح ظهروا لاحقًا "وبدءوا في إثارة الفوضى". وأضاف: "الجنود كانت لديهم أوامر بعدم إطلاق النار بعد رفع حظر التجوال وأنهم أُصيبوا أيضًا بدورهم في الهجوم". ورفعت حكومة ولاية بلاتو الأربعاء الماضي حظر التجوال الليلي الذي كانت قد فرضته لأول مرة في نوفمبر 2008 أثناء أعمال عنف أعقبت الانتخابات في جوس، ثم عادت ومددتْه في يناير الماضي بعد اشتباكات بين مجموعات من النصارى والمسلمين. وكانت السلطات الاتحادية قد أرسلت قوات من الجيش إلى جوس بعد مقتل مئات الأشخاص في يناير، لكن الوجود العسكري وحظر التجول لم يكفيا لمنع وقوع مزيد من أعمال العنف في مارس وأبريل، حيث قُتل فيها مئات آخرون. كما قتل الآلاف خلال الأعوام العشرة الماضية في أعمال عنف دينية وعرقية في "الحزام الأوسط" بوسط نيجيريا، حيث يلتقي الشمال المسلم مع الجنوب الذي تقطنه نصارى. وأدى الرئيس جودلاك جوناثان اليمين الدستورية رئيسًا للبلاد في السادس من مايو الجاري بعد وفاة الرئيس السابق عمر يارادوا، وشدد وقتها على أن ضمان السلام والاستقرار يمثل إحدى أولوياته.