قالت مجلة "الإيكونوميست" البريطانية، إن شعبية جماعة الإخوان المسلمين فى تراجع مستمر رغم أنها كانت تملك الفرصة لكى تعزز من شعبيتها فى الفترة الماضية، مرجحة في الوقت ذاته أن تتمكن الدولة القوية والتى تحظى بالتأييد الشعبى ودعم دول الخليج من السيطرة على الجماعة باستثناء بعض أعمال العنف المتفرقة. ورجحت المجلة أن يلبي الشعب طلب الفريق أول عبد الفتاح السيسي للنزول بأعداد غفيرة إلى الشوارع ولكنها حذرت فى الوقت ذاته من احتمالية أن يسفر ذلك عن اقتتال أهلى. وأشارت إلى أن جماعة الإخوان المسلمين لم تتمكن من الإفادة من خطابها المدافع عن الديمقراطية واستمرار احتجاز محمد مرسى وإغلاق القنوات الموالية لمرسى وتعرض بعضهم للقتل على يد قوات الشرطة أو الجيش فى اكتساب تعاطف جماهيرى نظرا لرفضهم المستمر للتسويات بالإضافة إلى الإزعاج الذى تسببه مظاهراتهم والتى تسفر فى الغالب عن أعمال عنف، بما يشتمل عدد من حوادث إطلاق النيران من قبل مؤيدى الإخوان. ولفتت المجلة إلى أن دعوة السيسى للتظاهر ربما جاءت كرد فعل على تصعيد قيادات جماعة الإخوان حملتهم من خلال محاصرة المنشآت الحيوية، بالإضافة إلى تزايد الهجمات التى يشنها الإسلاميون الراديكاليون على قوات الأمن خاصة فى منطقة سيناء. وأضافت، أن الفريق السيسى يبدو متوضعا وتقيا مضيفة أن الجيش الذى يتكون من 450 ألف مجند ما زال يحظى باحترام وشعبية واسعة، مشيرة إلى أن استطلاعات الرأى الموثوق بها تشير إلى أن أقل من ربع المصريين الآن يؤيدون الإخوان المسلمين، كما أن هذا العدد أصبح أقل من ذلك فى المدن الصغيرة. وبحسب المجلة، تحظى الحكومة الانتقالية الجديدة بالقبول رغم وجود بعض الثغرات فى العملية الديمقراطية كما يبدو وأنها تتسم بالكفاءة الفنية بالإضافة إلى عزمها على سرعة العودة للحكم الديمقراطى. ومن جهة أخرى، اعتبرت قيادات الإخوان دعوة السيسى إعلان حرب أهلية وبداية لمذابح تحت غطاء شعبى فيما مازالوا يعتقدون أن الشعب سوف يستمر فى حمايتهم وهو ما يعتبره المراقبون "مجرد آمال". وأضافت المجلة، أن الدولة المصرية التى ما زالت تتمتع بالقوة والتى تحظى الآن بدعم شعبى بالإضافة إلى الدعم المالى لدول الخليج سوف تتمكن من إبقاء الإسلاميين تحت السيطرة باستثناء بعض أعمال العنف.