أكّد خبراء أمريكيون أنّ كمية النفط المتسرب من بئر منفجرة في خليج المكسيك، من المتوقع أن تزيد كثيرًا عن تقديرات شركة بريتش بتروليوم (بي بي)، التي أثارت تقديراتها لحجم التسرب شكوكًا، دفعت الإدارة الأمريكية إلى أن تطلب منها نشر كل ما جمعته من بيانات أو معلومات. وذكرت شركة "بي بي" أمس الخميس، أنّ زيادة كميات النفط التي تسحبها من النفط المتسرب من ثلاثة آلاف إلى خمسة آلاف برميل يوميًّا، مما أثار شكوكًا بشأن الكمية الحقيقية للتسرب الّتي يقول المتشككون: إنّها أكبر بكثير مما تم الإعلان عنه. وكان خفر السواحل الأمريكية والشركة البريطانية الّتي تتخذ من لندن مقرًا لها، قد قدرا حجم التسرب منذ تفجر البئر قبل شهر بخمسة آلاف برميل يوميًّا. لكن الأستاذ المساعد في جامعة برودو بولاية إنديانا الأمريكية ستيف ويريلي، يرى أنّ معدل التسرب النفطي ربما يصل إلى سبعين ألف برميل يوميًّا، وذلك استنادًا إلى نظام معياري لقياس معدل التدفق المقدر الذي استخدمه لتحليل كمية النفط المتسرب في أعماق الخليج. وقال ويريلي الذي يعمل مهندسًا ميكانيكيًا أمام لجنة في مجلس الشيوخ الأمريكي الأربعاء الماضي: إنّ بعض تقديرات الخبراء في الخارج عن كمية التسرب تتراوح بين 25 و100 ألف برميل يوميًا. مشيرًا إلى أنّه لا توجد تقديرات أكثر دقة في ظل عدم وجود المزيد من صور الفيديو للتسرب. وتتهم الشركة بالتكتم على حجم المشكلة، وقامت الأسبوع الماضي بنشر أولى الصور القصيرة للتسرب استجابة لضغوط الرأي العام كما نشرت الأربعاء قصاصات أطول، لكن الإدارة الأميركية ترى أن جهود الشركة لإتاحة المعلومات للرأي العام والحكومة الأمريكية "غير وافية سواء في نطاقها أو فاعليتها". وقالت وزيرة الأمن الداخلي جانيت نابوليتانو ومديرة وكالة حماية البيئة ليزا جاكسون في رسالة إلى الرئيس التنفيذي للشركة توني هيوارد: إنه "من الضروري أن تقوم الشركة بكل الإجراءات بطريقة شفافة وأن تتاح على وجه السرعة كل البيانات والمعلومات المتعلقة بالتسرب لحكومة الولاياتالمتحدة والشعب الأمريكي".