سادت حالة من الهدوء الحذر صباح اليوم الثلاثاء، على ميدان النهضة بالجيزة وسط حزن وغضب شديد بين المعتصمين بعد ليلة من الاشتباكات الدامية فى محيط النهضة وميدان الجيزة بين مؤيدى ومعارضى الرئيس المعزول محمد مرسى، والتي لم تتوقف إلا بعد تدخل قوات الأمن والجيش للفصل بين المتشابكين.. حيث تم الدفع بعدد من المدرعات الحربية وتشكيلات من الجنود وفرق الصاعقة التابعة للقوات المسلحة فى صباح اليوم، حيث وقع عدد من الوفيات والإصابات حصيلة الاشتباكات حيث وصلت إلى تسع حالات وفاة و86 مصابًا وفق تصريحات وزارة الصحة، بينما أعلن المستشفى الميدانى بالنهضة الذى استقبل بعض حالات الإصابات أمس لمحاولة إسعافها، أن عدد الوفيات وصل إلى ست حالات وفاة بينهم طفلة عمرها 12 عامًا و35 مصابًا، منهم 3 حالات خطيرة تم نقلتها مستشفيات الجيزة. كما تم تغسيل وتكفين الحالات التى لاقت مصرعها ليلة أمس الأول والصلاة عليها فجر أمس فى ميدان النهضة، حيث احتشد الآلاف لأداء لصلاة الجنازة على الشهداء وسط حزن شديد بين المعتصمين، كما تم تخصيص سيارات لنقلهم إلى مسقط رأسهم بالمحافظات لدفنهم بها وأثناء تحرك السيارات ردد المعتصمون وهم فى حالة من الهيستيريا والبكاء والعويل حسبنا الله ونعم الوكيل. وقال محمد سعيد، مسئول المركز الإعلامى بميدان النهضة، إنه سوف يتم انطلاق عدد من المسيرات إلى أماكن حيوية بالقاهرة لن يتم الإعلان عنها وستكون بمثابة مفاجأة للجميع بسبب حالات التربص والتتبع لمسيراتنا. فيما كثفت اللجان الشعبية من تواجدها بمحيط ميدان النهضة وعلى جميع مداخل الطرق المؤدية إلى الميدان تحسبًا لأى محاولات اقتحام بعد اشتباكات ليلة أمس وبعد تلقى المعتصمين تهديدات من قبل مجهولين بفض الاعتصام بالقوة، حيث تم الدفع بعدد من التشكيلات الشعبية الإضافية على جميع مداخل الطرق الفرعية والرئيسية مرتدين الخوذ وبعض الدروع الواقية متسلحين بالشوم والعصي. وتم إغلاق معمل تنسيق القبول لطلبة المرحلة الأولى الخاص بكلية الهندسة بعد اشتباكات ليلة أمس الأول، حيث إن مكتب التنسيق الموجود داخل كلية الهندسة يقتضى المرور من داخل الاعتصام، وقال أفراد الأمن إنه تم إغلاق معمل القبول بكلية الهندسة لأجل غير مسمى؛ بسبب أحداث الاشتباكات المتكررة فى محيط ميدان النهضة وأمام الباب الرئيسي لجامعة القاهرة. ودفعت وزارة الصحة بعدد من سيارات الإسعاف تمركزت فى محيط ميدان النهضة تحسبًا لوقوع أى إصابات أو حالات إغماء بين المتظاهرين لنقلهم إلى أقرب المستشفيات لتلقى العلاج. وقال أحمد عبد السلام، أحد العاملين بهيئة الإسعاف، إنهم على تواصل مستمر مع غرفة العمليات للتحرك إلى أماكن الاشتباكات والمسيرات فى محيط ميدان الجيزة تحسبًا لوقوع أى إصابات. فيما عززت قوات الجيش والشرطة من إجراءاتها فى محيط ميدان النهضة من خلال الدفع بالعديد من المدرعات وسيارات مكافحة الشغب التابعة لوزارة الداخلية، حيث قامت بإغلاق كوبرى ثروت وعباس بالأسلاك الشائكة والحواجز الحديدية بجانب عدد من المدرعات وتشكيلات الجنود التى تمركزت خلف الأسلاك وأغلقت شارع المرور المؤدى إلى ميدان النهضة، كما قامت بعمل كمين أمام المدينة الجامعية ومكتب تنسيق القبول بجامعة القاهرة، حيث تقوم قوات الأمن بتفتيش جميع الوافدين على الميدان تفتيشًا ذاتيًا بعد التحقق من هويته. بينما قام أهالى الجيزة بغلق كوبري الجيزة من ناحية جامعة القاهرة بالحواجز الحديدية وتفتيش جميع السيارات والمارة بحثًا عن الأسلحة التى يعتقد البعض دخولها إلى المعتصمين بالميدان، ما أدى لإصابة الحركة المرورية بشلل مرورى جزئى فى حركة سير السيارات.