هناك الكثير من الأسباب الوجيهة للقيام برحلة إلى جزيرة بورنهولم الدنمركية الواقعة غرب بحر البلطيق ومن بين تلك الأسباب وجود خط ساحلى طبيعى بطول 150 كيلو متراً والعديد من مجارى الأنهار العذبة، بالإضافة إلى تنوع نادر من أسماك السلمون المرقط. غير أنه بالنسبة لمرشد رحلات الصيد البحرية اود شروتر فإن الجزيرة تعد مكانا صحيا بعيدا عن صخب الحياة فى البر الرئيسى وفرصة لإيجاد النفس. ولا يمكن مقاومة الشاطئ رغم وقوعه فى منطقة شمال أوروبا الباردة ، حيث تتحرك الرمال البيضاء الصافية الممتدة على طول الجزيرة تحت الأقدام وتجذب المياه من لا يمانعون فى السباحة فى المياه الباردة، ولكن لا يأتى الكثيرون إلى هنا للقفز فى مياه بحر البلطيق بل من أجل الصيد، ويخفض شروتر من سرعته عند الاقتراب من الشاطئ بحذر ليحافظ على تموج واضطراب المياه عند ادنى مستوى لها بقدر المستطاع بينما يختبر الرياح وحالة البحر، وتنطلق طيور قليلة من على الرمال ، وتحوم حول المكان لتستقر فى مكان آخر. والدرس الأول الذى يمكن تعلمه هو: التكيف مع الإيقاعات الطبيعية والإ فإن الشاطيء سيخلو قريبا من الحياة، وقد هاجر شروتر والعائلة إلى بورنهولم، أكبر جزيرة دنماركية تقع فى بحر البلطيق، من جزيرة فيمارن الألمانية الواقعة أيضاً فى بحر البلطيق بدافع الحب للبحر والسلمون المرقط والضوء الشديد. ويوجد السمك على قائمة الطعام للعائلة عدة مرات فى الأسبوع ولكنه دائما ما يكون ذلك السمك الذى يصطادونه وينظفونه ويعدونه بأنفسهم.
