الدين الإسلامى هو دين الوسطية ليس التشدد الدينى، وكما علمنا رسولنا الكريم "الدين يسر" وليس عسرًا، و"لا إكراه فى الدين"، علمنا أيضاً أن العمل بمنظومة المشاركة لا المغالبة، ووضع أسس وقواعد فى كيفية بناء الأوطان التى بدأت بمنظومة السماحة والعفو، وقد ظهر هذا عند فتح مكة وكان من الممكن استعمال القوة والنفوذ، ولكن رسولنا الكريم أعطى لنا مثلاً وقدوة فى العفو والسماحة عندما سأل أهل مكة: ماذا تظنون أنى فاعل بكم، رغم ما عاناه من ظلم واضطهاد، وطرده من وطنه، قالوا: أخ كريم وابن أخ كريم، فكان رده العفو والسماح ليس من منطلق الضعف، ولكن كقدوة لنا، وعند بداية بناء الدولة لم يدع الحكم مباشرة، ولكنه وضع أسسًا قبل توليه الحكم (الميثاق) الدستور الحالى، وقبل وضع الدستور وضع له الأسس عند إنشاء الدولة بالمدينة: 1- المصالحة بين القبائل المتصارعة (الأوس والخزرج) بعد سنوات من الحروب والصراعات. 2- آخى بين الأنصار والمهاجرين. 3- وحد الأمة بكل أطيافها من مسلمين وغير المسلمين بمنظومة (المواطنة) بعيداً عن اختلاف العقائد. 4- مساواة الحقوق للمسلمين وغير المسلمين، رغم كل ما يشمل المدينة من عباد النار والأصنام واليهود تحت حكم ورعاية نبى الأمة دون النظر لاختلاف العقائد، فى حالة الاعتداء على المسلمين يدافع عنهم غير المسلمين، وذلك أيضاً فى حالة الاعتداء على غير المسلمين يدافع عنهم المسلمون، فى حالة الاعتداء على الوطن تهب كل أطياف الأمة من مسلمين وغير مسلمين دون النظر للعقائد والعمل (كلنا شركاء والوطن للجميع). عند وضع الميثاق (الدستور حالياً) أهم بنوده: 1- حرية الرأى والرأى الآخر، دون ضرر للآخرين، وعدم فرضه بالقوة واحترام الرأى الخاطئ. 2- المشورة، جعل الرأى شورى ومشاركتهم فيما يخص الأمة كما فى الحروب، وكان ينزل على رأى الشباب والعمل بمبدأ المشاركة لا المغالبة. 3- احترام دور العبادة للمسلمين وغير المسلمين وحماية دور العبادة لغير المسلمين واحترام عقائدهم، وقد قبل أهل المدينة بكل أطيافها بكل حب وترحاب الذى وضعها رسولنا الكريم، ونتمنى أن يحذو حكامنا المتواجدون والقادمون فى كيفية بناء الأوطان والإنسان. ولكل منا دور الأسرة: غرز النزعة الدينية الوسطية لدى الأبناء بعيدًا عن العنف.. دور الدعاة: نشر ثقافة الوعى الدينى بعيدًا عن النزاعات السياسية ودعوة الأمة للالتفاف حول الوطن.. الإعلام: تصحيح المفاهيم الخاطئة والالتزام بنشر العادات والتقاليد الأصيلة التى تدعو للحفاظ على الهوية والانتماء للوطن.. دور الأحزاب: مصلحة الوطن فوق الجميع والبعد عن الصراعات والخلافات ولابد من الحوار والمصالحة وعدم تهميش أى فصيل سواء أمنيًا أو دينيًا، لأنهم جزء من الوطن، فهيا تكاتفوا قبل أن يسقط الوطن وتضيع معالمه ويذهب لأعداء الوطن، إن الوطن هو قيمة الشعوب. وحمى الله مصر وشعبها العظيم.. مع تحيات أحلام مواطن مصرى عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.