حددت محكمة النقض في جلستها المنعقدة أمس جلسة17 يوليو المقبل للحكم في الطعن المقدم من الدكتور هاني سرور عضو مجلس الشعب السابق و6 آخرين لإدانتهم في قضية توريد شركة هايدلينا أكياس دم ملوثة. كانت محكمة الجنايات قد قضت بمعاقبة4 متهمين من بينهم هاني سرور وشقيقته بالسجن3 سنوات, ومعاقبة3 آخرين بالسجن6 أشهر مع الشغل. بدأت الجلسة في تمام الثامنة والنصف صباح أمس عقب تسليم هاني سرور عضو مجلس الشعب ورئيس مجلس إدارة شركة هايدلينا للمستلزمات الطبية والمتهم في قضية أكياس الدم الفاسدة نفسه إلي إدارة تنفيذ أحكام النقض, لنظر الطعن المقدم منه وشقيقته نيفان علي الحكم الصادر ضدهما بالسجن3 سنوات. وفي الوقت نفسه, قام كل من الدكتور حلمي صلاح الدين مدير عام إدارة شئون الدواء بوزارة الصحة, والدكتور محمد وجدان رئيس قسم التوجيه الفني بتسليم نفسيهما إلي إدارة تنفيذ الأحكام بالنقض. عقدت الجلسة برئاسة المستشار إبراهيم عبدالمطلب وعضوية المستشارين وجيه أديب ومحمود خضر ومحمد خلف وجلال شاهين بأمانة سر رمضان عوف. دخل المتهمون الثلاثة إلي قاعة المحكمة وسط حراسة أمنية مشددة, بينما تغيب4 متهمين آخرين عن حضور الجلسة, وهم: نيفان سرور مهندسة العضوة المنتدبة لشركة هايدلينا, ووفاء عبدالرحيم مديرة المصنع, وأشرف إسحاق مدير إنتاج المصنع, وفتحية أحمد مديرة الرقابة علي الجودة بالمصنع. وقد لوحظ دخول سرور بنظارة سوداء تغطي وجهه بمجرد دخول رئيس المحكمة إلي الجلسة.. كما حرص أحد المتهمين علي الإمساك بسبحة والدعاء طوال الوقت. وأوضح بهاء أبوشقة رئيس هيئة الدفاع أن سرور قام بتسليم نفسه حتي يتم نظر القضية ولا يتم تثبيت الحكم عليه, وقد ذكر أن خطة دفاعه اعتمدت علي أربعة أسباب أساسية وقوية جدا: أولها هو التقرير الصادر عن لجنة تقصي الحقائق بمجلس الشعب والتي يرأسها حمدي السيد نقيب الأطباء, فقد قام أعضاء اللجنة بزيارة مصانع سرور ومعاينة جميع خطوط إنتاج قرب الدم وانتهي التقرير إلي عدم وجود أي عيوب, كما أن خطوط الإنتاج هذه تعادل في كفاءتها خطوط الإنتاج العالمية, ودلل علي ذلك بمشهد من كواليس الجولة الثانية من محاكمة هاني سرور, حيث تم عرض الحرز الخاص بقرب الدم المنتجة من مصانع سرور والحرز الخاص بقرب الدم التي تم استيرادها من الخارج. أما السبب الثاني, فهو الخطاب الصادر من قبل الدكتور حاتم الجبلي وزير الصحة, والذي نص علي أن الوزارة لم تتضرر ماديا من قرب الدم التي حصلت عليها من مصانع سرور. والسبب الثالث أنه لم تصدر أي شكوي من أي وحدة صحية أو مستشفي بجميع أنحاء الجمهورية عن التضرر أو الإصابة بأي مرض نتيجة استخدام أكياس الدم. وجاء السبب الرابع بتسليم سرور قرب الدم إلي وزارة الصحة عبر لجنة من الخبراء والفنيين والمختصين والتي تم تشكيلها خصيصا لذلك, وقد اعتمدت اللجنة قرب الدم وأكدت أنها مطابقة للمواصفات العالمية التي حددتها منظمة الصحة العالمية، بحسب الأهرام المسائي. جاءت مرافعة النيابة باتهام مسئولي هايدلينا بالخداع والغش بسبب تقديم عينة ليست من إنتاج الشركة لإتمام الصفقة مع وزارة الصحة, ولذلك جري اتهام مسئولي إدارة شئون الدم بالوزارة لانتهاكها القواعد القانونية ومعايير المزايدات. كما ذكرت أن التحقيقات وتقرير الطب الشرعي وباقي التقارير الفنية أثبتت أن استعمال أكياس الدم التابعة للشركة يؤدي إلي الإصابة بالمرض الذي سيؤدي إلي حدوث وفاة, كما ثبت وجود تسرب سائل منع التجلط من بعض الأكياس, مما يجعلها غير صالحة للغرض المعدة له. كما نسبت النيابة تهم الغش والتربح في توريد أكياس الدم الملوثة إلي مسئولي وزارة الصحة, مشيرة إلي أن اللجان المختصة أعدت تقريرا كشفت فيه عن وجود عيوب في الأكياس الموردة, مما يؤدي إلي تعرض المتبرعين للإغماء وتعرض قرب الدم للانفجار في أثناء فصل المكونات وزيادة تركيز الكلوريد عن الحد المسموح به, وزيادة نسبة القلوية الكلية من المعدل القياسي, مما يؤدي إلي فقدان الدم خواصه, كما تم اكتشاف وجود ميكروبات داخل قرب الدم وانبعاث رائحة كريهة, مما يؤدي إلي تسلل البكتيريا إلي دماء المريض وإصابته بتسمم بكتيري, ولذلك فإن القرب ليست مطابقة للمواصفات القياسية, كما أنها سيئة التصنيع.
