شلل مروري بالشوارع الحيوية والميادين.. والآلاف يخرجون في مسيرة حاشدة ل"الاتحادية".. والجيش يتصدى بالمدرعات.. وانشقاق أحد مؤسسي "تمرد" يكشف مؤامرة افتعال الأزمات لإسقاط مرسي شهدت محافظة القاهرة مساء الجمعة، حالة من الشلل المروري بسبب الحشود المشاركة في مليونية "الزحف إلى القاهرة" والتي دعا إليها التحالف الوطني لدعم الشرعية لرفض الانقلاب على الشرعية، والمطالبة بعودة الرئيس المعزول محمد مرسى للحكم والقصاص للشهداء. واحتشد الآلاف من مؤيدي الرئيس محمد مرسى أمام مسجد المصطفى بطريق صلاح سالم، وأمام الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء بالقرب من نادي ضباط الحرس الجمهوري، يتقدمهم العشرات من أئمة الأزهر والدكتور جمال عبد الستار المنسق العام لنقابة الدعاة، وعدد كبير من قيادات حزب الحرية والعدالة، رافعين لافتات مكتوبًا عليها "سنحيا كرامًا بأوطاننا"، وصورًا للرئيس المعزول محمد مرسى، وأعلامًا مصرية، مرددين هتافات: "يسقط يسقط حكم العسكر.. ثورة ثورة حتى النصر ثورة في كل شوارع مصر". وقاموا بغلق طريق صلاح سالم، وعمل جدران خراسانية لعدم مرور السيارات، ما أدى إلى شلل مروري وشكلوا لجانًا شعبية والتي قامت بدورها بإعادة فتح الطريق مرة أخرى في الساعات الأولى من صباح السبت بعد توجه المتظاهرين إلى ميدان رابعة العدوية. ونظم الآلاف من متظاهري رابعة العدوية مسيرة حاشدة إلى قصر الاتحادية، للمطالبة بعودة الرئيس مرسى للحكم، ورفض ما أسموه ب"الانقلاب العسكري"، فيما عززت قوات الجيش من تواجدها بتشكيلات من القوات الخاصة والأمن المركزي التابع لوزارة الداخلية وأغلقت شارع الميرغني بالأسلاك الشائكة و7 مدرعات للجيش لمنع وصول المسيرات إلى القصر، مرددين هتافات منددة بالفريق عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع، مثل: "ارحل يا سيسي مرسي هو رئيسي"، "الشعب يريد تطبيق شرع الله". وتظاهر الآلاف من داعمي الشرعية في ميدان رمسيس بوسط البلد ونظموا مسيرة حاشدة من رمسيس إلى ميدان رابعة مرورًا بالعباسية، ما تسبب في وقف حركة المرور لساعات طويلة. وأعلن خالد الشامي، أحد مؤسسي حركة تمرد، انشقاقه عن الحركة من أعلى منصة رابعة العدوية يوم الجمعة، كاشفًا عما أسماه ب"مؤامرة" لإسقاط الرئيس مرسى، والتي تمثلت في افتعال الأزمات مثل أزمة البنزين، مشيرًا إلى أن مصر بها 2480 محطة وقود معظمها محطات خاصة، وسافر أصحابها إلى شرم الشيخ وقالوا " بناقص شهر أو شهرين"، ولم تكن 400 محطة كافية لتموين السيارات، لهذا اختفت الأزمة بعد عزل الرئيس بين عشية وضحاها". وأضاف الشامي: "لا نريد خبزًا ولا نريد لبنًا نريد فقط حريتنا ولن نرضى إلا بها"، مشيرًا إلى أن الرئيس مرسي حكم مصر لمدة عام لم يغلق خلالها قناة تليفزيونية واحدة ولم يقصف قلمًا تاركًا للجميع حرية التعبير عن الرأي حتى لو تجاوز حدود الأدب واللياقة، ولكن على النقيض فإنه فور الإعلان عن الانقلاب العسكري المشئوم أغلقت القنوات بالتزامن مع حملة اعتقالات مسعورة وارتكاب مجزرة وحشية راح ضحيتها أكثر من 100 شهيد ومئات الجرحى أمام دار الحرس الجمهوري. وندد الدكتور شريف حامد، عضو حركة أحرار أعضاء هيئة التدريس بالمنوفية، بالانقلاب العسكري على الشرعية المنتخبة، مدعومًا بأموال النظام البائد الذي دأب على تكميم الأفواه ومصادرة الحريات وهو ما يعد انتكاسة قوية لثورة 25 من يناير، موجهًا رسالة للدكتور مرسى قائلاً: "أبدًا لن يخذلك الله بحق هذه الجموع الغفيرة الطاهرة وسيخلصك لا محالة من كيد المعتدين المغتصبين". واستنكر الدكتور محمد محسوب، نائب رئيس حزب الوسط، الدعاوى التي تشير إلى أن الإرادة الشعبية هي المتواجدة بالميادين المعارضة للدكتور محمد مرسي، مؤكدًا أن الإرادة الحقيقة تتمثل في صناديق الاقتراع وعبر الاحتشاد الشرعي، مشيرًا إلى أن ميادين تأييد مرسي لا تقل عن المعارضة له وهو ما تجسده الملايين المحتشدة الآن بميادين مصر المختلفة. وأضاف محسوب خلال كلمته من أعلى منصة رابعة العدوية أن الشعب المصري جاهد طوال 200 سنة من أجل بناء الدولة الديمقراطية ومن أجل رفض الوساطة التي كانت تمارس عليه من الدول الخارجية، مشيرًا إلى أن من يتصدرون الإعلام الآن عليهم أن يتواروا خجلاً من التحيز الواضح ضد التيار الإسلامي في مقابل الدعم المفرط للثورة المضادة.