أَعْلن ممثلو الفصائل الفلسطينية المنضوية تحت لواء منظمة التحرير الفلسطينية اليوم السبت مواقف متباينة إزاء بدء مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل قبيل انعقاد جلسة خاصة للجنة التنفيذية للمنظمة بهذا الشأن في وقت لاحق اليوم. ومن المتوقع أن تخرج اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير وممثلين عن الفصائل الفلسطينية بقرار واضح إزاء بدء مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل تقودها الولاياتُالمتحدة. ففي حين أعلن ممثلون عن حركة فتح موافقتهم على بدء المفاوضات ل "قطع الطريق على اليمين الإسرائيلي"، كما قال نائب أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح جبريل الرجوب، أعلنت فصائل أخرى رفضَها الموافقة على إطلاق هذه المفاوضات. وقال اللواء جبريل الرجوب قبيل البدء في اجتماع اللجنة التنفيذية: "أصبحت القضية الفلسطينية تشكل إجماعًا دوليًّا وعلى رأسه أمريكا، وموافقة عربية غير مسبوقة بإقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو عام 1967". أضاف: "لكن مصدر قلقنا يتمثل في سوء نية الحكومة الإسرائيلية، وتردَّد الإدارة الأمريكية رغم موقفها الإيجابي". وتابع: "نعتبر أن رفض المشاركة في الحراك السياسي هو مصلحة لليمين الإسرائيلي وتحقيق أهدافه، لذلك نحن سنؤيد هذه المفاوضات". وعلى النقيض تمامًا، قال عبد الرحيم ملوح، نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: "موقفنا من المفاوضات الحالية وبالصيغة المطروحة مرفوض تمامًا، وسنصوِّت ضد المشاركة في المفاوضات". وأعلن حزبُ الشعب الفلسطيني -على لسان أمينه العام بسام الصالحي- رفضه المشاركة في المفاوضات، وقال الصالحي: "سنجدد التأكيد على رفضنا المشاركة في المفاوضات وفق الإلية المطروحة". من جهتها، قالت الجبهة الديمقراطية على لسان عضو مكتبها السياسي قيس عبد الكريم: "نعتبر أن التعهدات التي قدمتها الإدارة الأمريكية لا تمثل ضمانات تلزم إسرائيل كي تكون عملية السلام مجدية وتستجيب لمصالح شعبنا"، وقال: "لذلك نحن سنتحفظ على انطلاق المفاوضات". وأعلنت جبهة التحرير الفلسطينية بأنها ستتحفظ أيضًا على المشاركة في هذه المفاوضات". وبدأت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير اجتماعها اليوم السبت في مقرّ الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله، وبرئاسته، لبحث الموقف الفلسطيني إزاء إطلاق المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل. وتعارض حركتا المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي أي مفاوضات سياسية من هذا القبيل، إلا أن الفصيلين لا يشاركان في اجتماع اللجنة التنفيذية، بسبب رفض الحركتين الانضمام إليها منذ تأسيسها. وكان المبعوث الأمريكي لعملية السلام في الشرق الأوسط جورج ميتشل التقى الجمعة في رام الله الرئيس الفلسطيني الذي أبلغه أن الموقف الفلسطيني إزاء المفاوضات سيتحدَّد خلال اجتماع اللجنة التنفيذية السبت.