لا يسع أي وطني محب لوطنه ومؤمن بالكرامة الإنسانية حتى في حدها الأدنى إلا أن يدين بأقسى عبارات الإدانة تلك المذبحة الوحشية التي جرت في الاعتصام أمام نادي الحرس الجمهوري ونضم أصواتنا إلى أصوات كل الشرفاء المطالبين بإجراء تحقيق قضائي عاجل وعادل في الواقعة وأن يحضر التحقيقات ممثلون عن القوى والمؤسسات التي وقعت على وثيقة خارطة المستقبل لضمان الشفافية الكاملة للوصول إلى الحقيقة ، وفي هذا الإطار نود أن نوضح النقاط التالية : أولا : نناشد الإدارة الجديدة للبلاد الدعوة إلى حوار وطني عاجل خلال ساعات وليس خلال أيام لتدارس التطورات الخطيرة التي تشهدها البلاد وسرعة احتوائها ومنع تفاقمها وتطورها إلى الأسوأ وأن يتم على الفور تفعيل أحد أهم النقاط في بيان خارطة المستقبل وهو تشكيل لجنة المصالحة الوطنية للقيام بدورها لاستيعاب كل الأطياف الفاعلة فورا وبأقصى سرعة . ثانيا : نناشد حزب النور وحزب مصر القوية عدم الاستجابة إلى الضغوط الشعبية التي تدعوهم إلى الانسحاب من المسار السياسي الحالي ودعم خارطة المستقبل تحت ضغط مشاعر الحزن تجاه الأحداث المأساوية وعليهم أن يصبروا ويصابروا في تلك المحن والفتن ، لأن الانسحاب ضرره أكثر من نفعه ولا يحل أزمة بل يعقدها بينما المشاركة تحتفظ بالأمل في الحل وتفتح أبوابا للخروج من النفق المظلم ، وكلا الحزبين يتحملان مسؤولية تاريخية في تلك اللحظة ، ليس أمام التيار الإسلامي وحده ، بل أمام الحركة الوطنية المصرية كلها . ثالثا : نناشد قيادات جماعة الإخوان المسلمين التوقف تماما عن لغة الشحن والإثارة لأن آثارها يصعب ضبطها في مشاعر شباب مختلف القدرة على الانضباط الفكري والمعنوي ومن شأنها تفجير الأمور أكثر ، وعليهم التأكيد على التزام السلمية الكاملة في الاحتشاد والتعبير عن الرأي والبعد عن أي عبارات أو سلوكيات تستفز أي طرف . رابعا : نناشد المعتصمين المؤيدين للدكتور محمد مرسي نقل جميع فعالياتهم الاحتجاجية بعيدا عن المنشآت العسكرية والتصدي لأي دعوات تحرضهم على اقتحام منشآت أو مصالح ، والذي نؤكده أن مصدر تلك الدعوات غالبا من جهات تصنع فخاخا للشباب البريء ، وأن يلتزموا التزاما كاملا بالسلمية وعدم الاستجابة لأي عمليات استفزاز من أي طرف ، لأن سلاح الاحتجاج المدني الأمضى هو سلميته وليس في عنفه بأي مستوى . خامسا : نناشد القوى الوطنية المختلفة ، من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين ، بتحمل مسؤولياتها أمام الوطن وأمام أشواق أبناء ثورة يناير ، وعلى الجميع تهميش وإبعاد الأصوات المتطرفة والإقصائية داخلها ، والتي تضر بصورة هذه القوى وتظهرها كمتآمرة على كل المثل والقيم التي طالما نادت بها وبشرت بها ، وكل صوت إقصائي هو ظلامي ومخرب ومتآمر على ثورة يناير ، وسوف تدور عليه الدوائر إن تورط في خيانة مبادئ الثورة تحت ضغط خصومات وأحقاد سياسية ، والتاريخ خير معلم هنا . سادسا : نناشد وسائل الإعلام كافة ، وخاصة المحلية ، من صحف وقنوات فضائية استشعار مسؤولياتها تجاه الوطن ، وأن يكونوا شركاء في الحل وليسوا صناعا للأزمات ، ونتمنى أن تتوقف الأصوات الإقصائية والمبررة للدم والعنف واستباحة الخصوم ، لأن الظلام إذا حل بمصر ، فلن ينجو من سواده أحد وإن ظن أنه بعيد . سابعا : نؤكد على أن التاريخ لا يعيد استنساخ نفسه ، وتجارب الدول والشعوب لها خصوصياتها الاجتماعية والطائفية ، ولذلك نؤكد على أن محاولات التخويف من سيناريو جزائري أو سوري في مصر هو ضرب من الخيال ، فالشعب المصري ، رغم أي خلاف أو حوادث عارضة ، شديد التجانس ، وأبعد عن العنف ، وقواته المسلحة مؤسسة وطنية أبعد ما تكون عن الطائفية أو التورط في خصومات سياسية مع الشعب . رحم الله شهداء مصر الذين قضوا في تلك المذبحة النكراء ، سواء كانوا من المدنيين أو من ضباط الجيش أو من رجال الشرطة ، فكلهم أبناؤنا أو إخواننا أو بعض أهلنا ، كلهم أبناء مصر ، ودمنا كله حرام على بعضنا البعض ، وثقتنا كبيرة في أن الله هادينا بلطفه ورحمته إلى أمر رشد نخرج به من تلك الكبوة ونحقق به أشواقنا نحو حياة أفضل لمصر دولة وشعبا .