عزل الرئيس لعدم تلبية مطالب الشعب.. إسناد منصبه إلى رئيس المحكمة الدستورية العليا.. تعليق العمل بالدستور.. تشكيل حكومة كفاءات وطنية.. التصدى لمحاولات الخروج عن السلمية أعلن الفريق أول عبدالفتاح السيسي، القائد العام للقوات المسلحة، وزير الدفاع والإنتاج الحربي مساء الأربعاء "خارطة طريق" مستقبلية، عزل بموجبها الرئيس محمد مرسي من منصبه، عقب الخطاب الذي ألقاه الليلة قبل الماضية والذي رأى أنه لم يلب مطالب الشعب، وقرر تعليق الدستور الحالي، وأسند مهامه إلى رئيس المحكمة الدستورية العليا، وإعطائه الحق في إصدار إعلانات دستورية خلال المرحلة الانتقالية، مع الدعوة لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة دون تحديد جدول زمني لذلك. وتضمنت قرارات السيسي التي صدرت عقب اجتماع مطول استمر لعدة ساعات مع رموز وطنية ودينية وشبابية من بينهم الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، والبابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، تشكيل حكومة كفاءات وطنية لإدارة المرحلة الانتقالية، وتشكيل لجنة من كافة الأطياف السياسية لمراجعة الدستور الذي تم تعليق العمل به. وحث السيسي المحكمة الدستورية العليا على سرعة إنجاز قانون انتخابات لإجراء انتخابات مجلس النواب، وتشكيل لجنة عليا للمصالحة الوطنية، واتخاذ الإجراءات التنفيذية لإدماج الشباب في المواقع التنفيذية بكافة مؤسسات الدولة، فضلاً عن وضع ميثاق شرف إعلامي يحقق المصلحة العليا. وتوعد السيسي في بيانه بالتصدي بكل قوة وحسم ضد محاولات الخروج عن السلمية. وصدر البيان في ختام "اجتماع أزمة" بدأ بعد ظهر الأربعاء واستمر إلى ما بعد الثامنة ونصف مساءً، وذلك قبيل ساعات من انتهاء المهلة التي حددتها القوات المسلحة للتوصل إلى اتفاق لإنهاء الأزمة التي تشهدها البلاد. وناقش الاجتماع "خارطة الطريق المستقبلية" التي أعلنها الجيش بعد انتهاء مهلة ال 48 ساعة التي منحها للرئيس محمد مرسي لتحقيق "مطالب الشعب". واستبق الجيش بيانه بإرسال ناقلات ومعدات عسكرية إلى محيط المظاهرات المؤيدة للرئيس محمد مرسى فى ميدان رابعة العدوية، لمنع المعتصمين من القيام بمسيرات تأييدًا للرئيس. وقال الجيش في بيان إنه يؤمن المنطقة ونفى ما قال إنها تقارير عن أنه يهاجم مؤيدي مرسي، وأوضح أن "الجيش المصري هو جيش لكل المصريين". وتزامن ذلك مع تنفيذ القوات المسلحة خطة انتشار مكثف بكافة أنحاء الجمهورية، وخاصة فى شوارع القاهرةوالإسكندرية، في إطار الجزء الثاني من الخطة التي بدأت فجر الأربعاء، حيث قامت جميع الجيوش الميدانية والمناطق العسكرية بنشر الآليات العسكرية والمدرعات ووحدات من القوات الخاصة "الصاعقة والمظلات" للمعاونة حال وجود أي أعمال تهدد الأمن القومى المصري أو المواطنين. وفيما يلي نص بيان القيادة العامة للقوات المسلحة عقب الاجتماع بعدد من الرموز الدينية والوطنية والشباب
بسم الله الرحمن الرحيم
شعب مصر العظيم
1 - إن القوات المسلحة لم يكن فى مقدورها أن تصم آذانها أو تغض بصرها عن حركة ونداء جماهير الشعب التى إستدعت دورها الوطنى وليس دورها السياسى على أن القوات المسلحة كانت هى بنفسها أول من أعلن ولا تزال وسوف تظل بعيدة عن العمل السياسى . 2 - ولقد إستشعرت القوات المسلحة - إنطلاقاً من رؤيتها الثاقبة - أن الشعب الذى يدعوها لنصرته لا يدعوها لسلطة أو حكم وإنما يدعوها للخدمة العامة والحماية الضرورية لمطالب ثورته ... وتلك هى الرسالة التى تلقتها القوات المسلحة من كل حواضر مصر ومدنها وقراها وقد إستوعبت بدورها هذه الدعوة وفهمت مقصدها وقدرت ضرورتها وإقتربت من المشهد السياسى آمله وراغبة وملتزمة بكل حدود الواجب والمسئولية والأمانة . 3 - لقد بذلت القوات المسلحة خلال الأشهر الماضية جهوداً مضنيه بصوره مباشره وغير مباشره لإحتواء الموقف الداخلى وإجراء مصالحة وطنية بين كافة القوى السياسية بما فيها مؤسسة الرئاسة منذ شهر نوفمبر 2012 ... بدأت بالدعوة لحوار وطنى إستجابت له كل القوى السياسية الوطنية وقوبل بالرفض من مؤسسة الرئاسة فى اللحظات الأخيرة ... تم تتابعت وتوالت الدعوات والمبادرات من ذلك الوقت وحتى تاريخه . 4 - كما تقدمت القوات المسلحة أكثر من مره بعرض تقدير موقف إستراتيجى على المستوى الداخلى والخارجى تضمن أهم التحديات والمخاطر التى تواجه الوطن على المستوى [ الأمنى / الإقتصادى / السياسى / الإجتماعى ] ورؤية القوات المسلحة كمؤسسة وطنية لإحتواء أسباب الإنقسام المجتمعى وإزالة أسباب الإحتقان ومجابهة التحديات والمخاطر للخروج من الأزمة الراهنة . 5 - فى إطار متابعة الأزمة الحالية إجتمعت القيادة العامة للقوات المسلحة بالسيد / رئيس الجمهورية فى قصر القبه يوم 22/6/2013 حيث عرضت رأى القيادة العامة ورفضها للإساءة لمؤسسات الدولة الوطنية والدينية ، كما أكدت رفضها لترويع وتهديد جموع الشعب المصرى . 6 - ولقد كان الأمل معقوداً على وفاق وطنى يضع خارطة مستقبل ويوفر أسباب الثقة والطمأنينة والإستقرار لهذا الشعب بما يحقق طموحه ورجاؤه ، إلا أن خطاب السيد / الرئيس ليلة أمس وقبل إنتهاء مهلة ال [48] ساعة جاء بما لا يلبى ويتوافق مع مطالب جموع الشعب ... الأمر الذى إستوجب من القوات المسلحة إستناداً على مسئوليتها الوطنية والتاريخية التشاور مع بعض رموز القوى الوطنية والسياسية والشباب ودون إستبعاد أو إقصاء لأحد ... حيث إتفق المجتمعون على خارطة مستقبل تتضمن خطوات أولية تحقق بناء مجتمع مصرى قوى ومتماسك لا يقصى أحداً من أبنائه وتياراته وينهى حالة الصراع والإنقسام ... وتشتمل هذه الخارطة على الآتى : * تعطيل العمل بالدستور بشكل مؤقت . * يؤدى رئيس المحكمة الدستورية العليا اليمين أمام الجمعية العامة للمحكمة . * إجراء إنتخابات رئاسية مبكرة على أن يتولى رئيس المحكمة الدستورية العليا إدارة شئون البلاد خلال المرحلة الإنتقالية لحين إنتخاب رئيساً جديداً . * لرئيس المحكمة الدستورية العليا سلطة إصدار إعلانات دستورية خلال المرحلة الإنتقالية . * تشكيل حكومة كفاءات وطنية قوية وقادرة تتمتع بجميع الصلاحيات لإدارة المرحلة الحالية . * تشكيل لجنة تضم كافة الأطياف والخبرات لمراجعة التعديلات الدستورية المقترحة على الدستور الذى تم تعطيله مؤقتاً . * مناشدة المحكمة الدستورية العليا لسرعة إقرار مشروع قانون إنتخابات مجلس النواب والبدء فى إجراءات الإعداد للإنتخابات البرلمانية . * وضع ميثاق شرف إعلامى يكفل حرية الإعلام ويحقق القواعد المهنية والمصداقية والحيده وإعلاء المصلحة العليا للوطن . * إتخاذ الإجراءات التنفيذية لتمكين ودمج الشباب فى مؤسسات الدولة ليكون شريكاً فى القرار كمساعدين للوزراء والمحافظين ومواقع السلطة التنفيذية المختلفة . * تشكيل لجنة عليا للمصالحة الوطنية من شخصيات تتمتع بمصداقية وقبول لدى جميع النخب الوطنية وتمثل مختلف التوجهات . 7 - تهيب القوات المسلحة بالشعب المصرى العظيم بكافة أطيافه الإلتزام بالتظاهر السلمى وتجنب العنف الذى يؤدى إلى مزيد من الإحتقان وإراقة دم الأبرياء ... وتحذر من أنها ستتصدى بالتعاون مع رجال وزارة الداخلية بكل قوة وحسم ضد أى خروج عن السلمية طبقاً للقانون وذلك من منطلق مسئوليتها الوطنية والتاريخية . 8 - كما توجه القوات المسلحة التحية والتقدير لرجال القوات المسلحة ورجال الشرطة والقضاء الشرفاء المخلصين على دورهم الوطنى العظيم وتضحياتهم المستمرة للحفاظ على سلامة وأمن مصر وشعبها العظيم . حفظ الله مصر وشعبها الأبى العظيم ... والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.