قال جوزيه جرازيانو دا سيلفا المدير العام لمنظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة "الفاو" إن هذا الاجتماع الدولي الرفيع المستوى والذي يعقد بأديس أبابا حاليا لبحث سبل القضاء على الجوع في القارة الإفريقية يشير إلى الاهتمام العالمي المتزايد بأهمية اجتثاث الجوع من القارة بحلول 2025 والعمل عل تعزيز الامن الغذائي في القارة .. موضحا ان هذا الاجتماع يمثل تأكيدا قويا على أن الدول الافريقية ستعمل مع جيرانها وشركائها من مناطق اخرى لبناء "افريقيا متقدمة ومزدهرة". وأشار دا سيلفا أمام الاجتماع والذي ينظم بالتعاون بين مفوضية الاتحاد الافريقي ومنظمة الاممالمتحدة للأغذية والزراعة "الفاو" و "معهد لولا داسيلفا البرازيلي"، إلى أن إفريقيا التي تحظى بموارد وافرة ومعظم سكانها من الشباب، شهدت نموا اقتصاديا غير مسبوق خلال السنوات الماضية لكنه قال ان هذه المؤشرات الواعدة لم تترجم تلقائيا الى حياة افضل لكل مواطنيها. وشدد على أهمية أن تستغل القارة امكانياتها الكبيرة لضمان توفير الامن الغذائي لكل مواطنيها .. مشيرا إلى أن إفريقيا هي المنطقة الوحيدة في العالم التي يتزايد عدد المعرضين للجوع فيها منذ 1990. وقال إن الكثير من الدول الافريقية اوفت بالفعل بالأهداف المحددة على المستوى الدولي للحد من المجاعة بحلول عام 2015 وان مؤتمر الفاو الذي عقد في روما قبل اسبوعين اقر بانجازات 38 دولة وبينهم 11 في افريقيا، في هذا الشأن. واشار الى أن هناك 8 دول افريقية حققت الهدف الانمائي للالفية المتعلق بالحد من عدد المعرضين للجوع المسجلين عام 1990 بواقع النصف وهي الجزائر وانجولا وبنين والكاميرون ومالاوي والنيجر ونيجيريا وتوجو. وقال ان هناك ثلاث دول انجزت ايضا الهدف الاكثر طموحا لقمة الغذاء العالمي للحد بواقع النصف عدد المعرضين للجوع وهي جيبوتي وغانا و"ساو تومي وبرينسيب"، مشيرا الى ان هذه الدول تمثل مصدر الهام للجميع وانها هي التي رسمت هذا المسار ويتعين مواصلته. كما قال ان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون دشن حملة للقضاء على الجوع في وقتنا المعاصر وان هذا الاجتماع العالي المستوى يبحث هدفا اكثر طموحا لاجتثاث المجاعة في افريقيا بحلول 2025. وأكد أن الفاو على استعداد لدعم الزعماء الافارقة للوفاء بهذا الهدف. من جانبه، أكد رئيس الوزراء الإثيوبي هيلي مريام ديسالين أن هذا الاجتماع يمثل فرصة كبيرة لاجتثاث الجوع في افريقيا من خلال اجراءات جماعية يمكنها انهاء معاناة 23 في المئة من السكان الافارقة الذين يعانون سوء التغذية وبينهم40 في المئة من الاطفال الذين تقل اعمارهم عن 5 سنوات. وقال ديسالين والذي يتولى حاليا الرئاسة الدورية للاتحاد الافريقي إن هذا التفاؤل ينبع من حقيقة ان الاداء الاقتصادي القوي لافريقيا خلال السنوات الماضية تمكن من تغيير المشهد الانمائي للقارة. وأضاف ان هناك التزاما سياسيا قويا من حكومات القارة بالتزامن مع هذه الشراكة القوية التي بدأت توتي بثمارها بالفعل في التعامل مع مشكلة المجاعة في القارة مضيفا ان هذا السبب هو الذي جعل الفاو و"معهد لولا دا سيلفا" يحشدون دعمهم للاتحاد الافريقي للمساعدة في اجتثاث الجوع وسوء التغذية في القارة، مؤكدا اهمية استمرار هذه الشراكة. وأكد ديسالين ان هناك امكانية لتحقيق الامن الغذائي نظرا لأن 60 في المئة من اراضي القارة الصالحة للزراعة لم تستغل حتى الان مشيرا الى انه حان الوقت الى التحرك من مجرد الانتاج الزراعي الى التصنيع الزراعي لتحقيق حلمنا في ان تصبح القارة قطب النمو الاقتصادي العالمي في القرن الحادي والعشرين. واشار الى ان بلاده تبنت خطة خمسية للتنمية الاقتصادية تهدف الى تحقيق زيادة ملموسة في الانتاج الزراعي وفي الصادرات ووضع اساس للتصنيع في اقتصاد البلاد والذي يشهد بالفعل نموا يفوق 10 في المئة خلال السنوات العشر الماضية.