في بيان حاسم جددت القوات المسلحة المصرية دعوتها لكافة القوى السياسية لتحمل مسؤولية الأحداث الجارية وأمهلت جميع القوى السياسية 48 ساعة جديدة للتواصل لإيجاد مخرج للأزمة السياسية الراهنة التي تمر بها البلاد. وقال بيان القوات المسلحة الذي ألقاه الفريق أول عبد الفتاح السيسي لجموع الشعب: إن القوات المسلحة لن تكون طرفا في الصراع السياسي وإنما انحيازها الأول للشعب المصري. وأكد البيان أن ضياع الوقت يعني مزيدا من الانهيار وتفاقم الأزمة الحالية، مشيرًا إلى أن المليونيات التي خرجت يوم الأحد 30 يونيو جاءت مشرفة للجميع داخليًا وخارجيًا، على أن يمثل الشباب خلال الفترة القادمة الجزء الأكبر في التمثيل للمؤسسات الحكومية، مؤكدًا أن ضياع مزيد من الوقت لن يحقق إلا مزيدًا من الانقسام والتصارع الذي حذرنا ولا زلنا نحذر منه. وأوضح البيان أن الساحة المصرية والعالم أجمع شهد أمس الأول مظاهرات وخروجًا لشعب مصر العظيم ليعبر عن رأيه وإرادته بشكل سلمي وحضاري غير مسبوق، ولقد رأى الجميع حركة الشعب المصري وسمعوا صوته بأقصى درجات الاحترام والاهتمام... ومن المحتم أن يتلقى الشعب ردًا على حركته وعلى ندائه من كل طرف يتحمل قدرًا من المسئولية في هذه الظروف الخطرة المحيطة بالوطن. وأكد البيان أن القوات المسلحة المصرية كطرف رئيسي في معادلة المستقبل وانطلاقًا من مسئوليتها الوطنية والتاريخية في حماية أمن وسلامة هذا الوطن لن تكون طرفًا في دائرة السياسة أو الحكم ولا ترضى أن تخرج عن دورها المرسوم لها في الفكر الديمقراطي الأصيل النابع من إرادة الشعب، مشددة على أن الأمن القومي للدولة معرض لخطر شديد إزاء التطورات التي تشهدها البلاد وهو يلقى علينا بمسئوليات كل حسب موقعه للتعامل بما يليق من أجل درء هذه المخاطر. وأضاف أن القوات المسلحة استشعرت مبكرًا خطورة الظرف الراهن وما تحمله طياته من مطالب للشعب المصري العظيم؛ ولذلك فقد سبق أن حددت مهلة أسبوعًا لكافة القوى السياسية بالبلاد للتوافق والخروج من الأزمة إلا أن هذا الأسبوع مضى دون ظهور أي بادرة أو فعل وهو ما أدى إلى خروج الشعب بتصميم وإصرار وبكامل حريته على هذا النحو الباهر الذي أثار الإعجاب والتقدير والاهتمام على المستوى الداخلي والإقليمي والدولي. وأهابت القوات المسلحة في نهاية بيانها بالجميع بأنه إذا لم تتحقق مطالب الشعب خلال المهلة المحددة فسوف يكون لزامًا عليها استنادًا لمسئوليتها الوطنية والتاريخية واحترامًا لمطالب شعب مصر العظيم أن تعلن عن خارطة مستقبل وإجراءات تشرف على تنفيذها وبمشاركة جميع الأطياف والاتجاهات الوطنية المخلصة بما فيها الشباب الذي كان ولا يزال مفجرًا لثورته المجيدة ودون إقصاء أو استبعاد لأحد.