تسود حالة من الغموض حول إمكانية عقد قمة في منتجع شرم الشيخ اليوم تضم كلا من الرئيس حسني مبارك والعاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس السوري بشار الأسد، وذلك في أعقاب نفي مصادر مصرية وسورية لما تردد حول عقد القمة الثلاثية للمصالحة بين القيادتين المصرية والسورية. يأتي هذا فيما تتردد أنباء عن وصول العاهل السعودي اليوم إلى شرم الشيخ لتهنئة الرئيس مبارك على سلامة العودة ونجاح العملية الجراحية لاستئصال الحوصلة المرارية التي أجرها في ألمانيا الشهر الماضي. كما ينتظر أن يصل العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني إلى مصر في زيارة قصيرة تستمر عدة ساعات يلتقي خلالها الرئيس حسني مبارك بمنتجع شرم الشيخ لتهنئته عقب العملية الجراحية. وأفادت مصادر دبلوماسية ل "المصريون"، أن هناك ترجعا سوريا عن تطبيع العلاقات مع مصر، حيث قالت دمشق إن المصالحة مع القاهرة لن تكون على حساب العلاقات الوثيقة والتحالف مع إيران، وهو ما اعتبرته مصر دليلاً على عدم تجاوب سوريا على عقد القمة وإتمام المصالحة. مع ذلك، أكدت تقارير أن الأسد سيصل إلى شرم الشيخ ظهر الخميس للقاء مبارك والملك عبد الله في لقاء قد يعيد التئام المحور الثلاثي الذي تعزز بشدة خلل عقدي التسعينات من القرن الماضي والسنوات الأولى في العقد الحالي، قبل أن ينفرط عقده باحتلال العراق واغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، والموقف من حرب لبنان في صيف 2006. وينتظر في حال إتمام الزيارة أن يتطرق لقاء القمة إلى العديد من الملفات المهمة، منها المصالحة العربية والفلسطينية، والعلاقات مع إيران وملفها النووي المثير للجدل، فضلا عن التهديدات الإسرائيلية لسوريا بتوجيه ضربة إليها تعيدها إلى العصر الحجري، في حال استخدام "حزب الله" صواريخ "سكود" تزعم إسرائيل أن دمشق زودت بها الحزب لاستخدامها في قصفها. وتعمل سوريا بشكل مكثف على كسر الجمود في العلاقات مع مصر والسعودية والمحيط العربي، لمواجهة أي عدوان إسرائيلي عليها، وتشكيل تكتل عربي رافض لأي ضربة قد تتعرض لها، وهو ما يعزز إمكانية تقديمها تنازلات في عدد من الملفات أهمها الملفين اللبناني والفلسطيني. وأكد السفير عبد الفتاح الزيني المحلل السياسي والدبلوماسي السابق ل "المصريون" أن التطورات الأخيرة تجعل استعادة المحور المصري السعودي سوري أمرا شديد الأهمية حيث تفرض التطورات ضرورة تعاون هذه الأطراف في تسوية عدد من الملفات. وقال الزيني إن انعقاد هذه القمة سيفعل من مساعي المصالحة العربية ويوجه رسالة لمن يرغب في إشعال النيران في المنطقة من أن مخاطرها قد تحرق يديه.