قال الدكتور محمد عبد القادر حاتم المشرف على المجالس القومية المتخصصة ووزير الإعلام الأسبق، إنه أول من أنشأ وزارة للإعلام في الشرق الأوسط، وإنه الذي أنشأ وكالة أنباء الشرق الأوسط. وأضاف في مقابلة مع برنامج "كنت وزيرًا" على فضائية "دريم" إن الدكتور زكريا محيي الدين – عضو مجلس قيادة الثورة- هو الذي اختاره لتأسيس جهاز المخابرات مع خمسة آخرين في عهد الرئيس جمال عبد الناصر وكان ضابطًا في سلاح الحدود. وتابع: في البداية كنت أرفض العمل في جهاز المخابرات لأنها نقل كلام عن ناس لجهات أمنية وبالتالي فيه أذية للناس، لكن حينما دخلت جهاز المخابرات ووقعت عيني على الآية الكريمة: "يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قومًا بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين"، وأشار إلى أن هذه الآية الكريمة كانت هي الأساس الذي اشتغلت عليه في المخابرات. واستدرك: عملت في مجموعة الصحافة وكنت رئيسها واقترحت إنشاء الإذاعة السرية من أجل أن توجه ضد الاحتلال الإنجليزي في القنال وأنشأت استوديو في عابدين واشتغل معي فيه ثلاثة وكنا نذيع أخبار ضد قوات الاحتلال، وكان لهذه الأخبار تأثير بالغ الأهمية من الناحية النفسية وبعدها قام الرئيس عبد الناصر بترقيتي لرتبة قائم مقام واقترحت إنشاء وكالة أنباء الشرق الأوسط. وأضاف: استطعنا بمجهوداتنا أن نعمل عولمة لكل الشعوب على أن يرفضون الاحتلال وخاطبنا كل الدول المحتلة بما فيها الهند وقلنا لهم أنه لا يجب أن تكون جوهرة الإمبراطورة البريطانية ونادينا الشعوب المحتلة بضرورة الاستقلال فأصبح العالم كله ضد الاحتلال حتى قامت مظاهرات ضد بريطانيا وكانت النتيجة الانسحاب التام وضاعت الإمبراطورية البريطانية. واستطرد: "بعد الانسحاب وتأميم قناة السويس كان أول بيان صدر من بريطانيا بعد خطبه عبد الناصر الشهيرة بخصوص التأميم بعد ربع ساعة على لسان رئيس الوزراء البريطاني مستر إيدن يقول فيه إن إذا كان الديكتاتور الصغير عبد الناصر يظن أنه انتصر على بريطانيا العظمى فنحن سنجوع له الشعب المصري". وأردف قائلا: التقيت بالرئيس جمال عبد الناصر وطلب مني أن أوجه لهم خطاب يرد على هذا التهديد فكتبت لهم أقول أنهم مخطئون في ظنهم لأن مصر ليست مثل أي دولة أخرى تستورد قوتها من بريطانيا وأن مصر بها نهر النيل الذي يمدها بالغذاء والفاكهة ولا يمكن أن يجوع الشعب المصري. وأشار إلى أنه وبعد أحداث العدوان الثلاثي على مصر في عام 1956 كانت هناك مظاهرات ضد العدوان في كل مكان في مصر وتم ضرب إذاعة صوت العرب وكلمني الرئيس عبد الناصر من أين سيلقي خطابه في يوم الجمعة لتهدئة المصريين، وقلت له: أنشأت إذاعة سرية تحت جبل المقطم ومنها يستطيع أن يلقي خطبة الجمعة على المصريين، وسألني كيف ومتى أنشأتها فقلت له حينما هددت بريطانيا بضرب الإذاعة قمت بإنشاء هذه المحطة السرية وبها كل الأجهزة، ومنها ألقى ناصر خطابه على الناس. وروى قائلا: بعد وفاة ناصر دعيت في الهاوس أوف كومنولث، ودعيت لإلقاء خطبة في ذكرى الأربعين على روح عبد الناصر وتكلموا عنه أنه رجل وطني، ولم يضيع الإمبراطورية البريطانية بل إيدن هو الذي ضيعها، وإنما عبد الناصر أراد أن يعطي الأسهم لأصحاب الأسهم الخاصة بقناة السويس وبأنه زعيم وطني كان يكافح من أجل حرية بلده. وقال إنه وقف آنذاك على المنصة لمدة دقيقتين، "لم أتكلم وظنوا أني أقف حدادًا وقلت في هذا الوقت أني سعيد بوجودي في بلد الديمقراطية العظيمة بلد الحريات التي تحتفل بذكرى عبد الناصر في الأربعين على أساس أنه رجل وطني، وقلت: يا ليت عبد الناصر معنا هنا الليلة ليستمع ويرى أعداء مصر سابقًا وهم يحتفلون به ويا ليته يرى الصحافة البريطانية وهي تهاجمه وكان يشكو لي دائمًا منها وهي اليوم تحتفل بعد الناصر فرحمة الله على عبد النصر".