يعد الدكتور احمد الملط ثمرة من ثمرات غرس الإمام البنا حيث تربى على يديةوتشرب معانى الإسلام الصحيحة من تربيتة فكان نموذجا إسلاميا، عاش الدكتور الملط بالأسلام وعمل للإسلام ويعد قمة من القمم الشامخة التى لا تكل ولا تمل من العمل ليلا او نهارا.فكان فارس الميدان فلا يتكاسل عن أى عمل يكلف به أو يطلب منه،وكان منظما دقيقا، حازما لا يتهاون فى الخطأ ولا يرضى الكسل أوالتراخى، كان شجاعا مقداما ، كما كان كريما سمحا. لأن شخصية الدكتور الملط التى مرعلى رحيلها أكثر من عشرين عاما لا يستطيع من عرفة أو تعامل معه أو سمع عنه ان ينسى أسمة أو ينسى مأثره الطيبة، فقد بدأ حياتة شابا نشأ فى عبادة الله وختم حياتة ملبيا فى بيت الله. النشأة والتكوين ولد الدكتور احمد محمد الملط فى محافظة الشرقية عام 1917م ،حيث نشأ وتربى فيها، حفظ القرآن منذ الصغر ونشأ فى بيئة اسلامية وبيت مسلم وكان لهذه البيئة أثر فى تربيتة، التحق احمد الملط بمراحل التعليم المختلفة ثم دخل كلية الطب وحصل على بكالوريوس الجراحة وبرز الدكتور الملط فى هذا المجال، كما انه حصل على زمالة الجراحين الملكية ببريطانيا. جهاده تعرف الدكتور الملط على دعوة الإخوان المسلمين عام 1946م، واخذ منذ اللحظة الأولى على عاتقة العمل لدعوة الله وبرز فى دعوة الإخوان المسلمين فكان يكتب فى مجلة الإخوان المسلمين ،كما انه حافظ على اعمالة وكتائبة واسرتة ورحلاتة واجتماعاته ، ولقد تميز بالصلابة والصدق. انضم الى النظام الخاص واصبح طبيب النظام، وذكر الأستاذ احمد عادل كمال انه عندما دعى للإنضمام للنظام الخاص كان الطبيب الذى باشر الكشف وتقييم ليقاتهم الطبية ومستواهم الصحى عليهم هو الدكتور احمد الملط. لقد وضع الطبيب المجاهد كل وقته لخدمة الدعوة فلم يبخل عليها بنفس ولا بمال، ولقد اهتم الدكتور الملط بالطلبة الوافدين لمصر من الدول الإسلامية لتلقى تعليمهم فى الأزهر الشريف،كما انه اشترك فى حرب فلسطين عندما ارسله الإمام الشهيد حسن البنا ومعه الدكتور حسان حتحوت الى يافا لعمل مستشفى ميدانى لعلاج الجرحى وكان ذلك بالإتفاق مع الهلال المصرى وارسل لهم الدكتور سليمان عزمى مدير الهلال المصرى ان يطلبوا المرتبات التى يريدونها لأن جميع الأطباء رفضوا الذهاب للحرب. وعندما طلب منهم ملأ استمارة دفع الدية فى حالة استشهادهم فكتب الدكتور الملط ان تدفع للأستاذ حسن البنا لينفقها على الدعوة،وعندما ودع الإمام البناوعلم الإمام انه تنازل بديتة للدعوة بكى الإمام الشهيد وابكى معه الشيخ مصطفى السباعى. ابتلاءه تعرض الدكتور الملط للمحن والإبتلاءات فصبر واحتسب،وكان مثالا للفارس الصادق الصامد، ففى 15نوفمبر1947م سقطت السيارة الجيب فى ايدى البوليس واكتشف السر الكبير الذىحافظ الإخوان على اخفاءه حتى تتحقق اهدافهم بإخراج المحتل البريطانى من مصر والصهيونى من فلسطين،واكتشفت الحكومة سر النظام الخاص وقبض على السيارة وما بها من أوراق ومستندات واسماء الأفراد المنتسبين اه وقادتة وتم القبض على افراد النظام الخاص وكان من ضمنهم الدكتور الملط الذى اعتقل مع إخوانه وقدم للمحاكمة وكان عمره انذاك 34عاما لكنه لم يجزع ولم يهن،وظل فى المعتقل حتى افرج عنه مع من افرج عنهم فى قضية السيارة الجيب،وخرج اشد عزما على العمل من اجل الدعوة. ظل الدكتور الملط الجندى الوافى لدعوتة حتى بعد اغتيال الإمام الشهيد حسن البنا،وظل الجندى الذى اذا غاب لم يفتقد وكان دائم الحركة مخلصا لله فى دعوتة، فلم يتصارع على منصب ولاجاه. وعندما جاءت محنة 1954م اعتقل مع اخوانه بعد حادث المنشية26أكتوبر 1954م والذى دبره عبد الناصر للتخلص من الإخوان والسيطرة على مقاليد الحكم، وتعرض الإخوان لأشد عمليات التعذيب والتصفية فمات منهم من مات، وفقد عقله من فقد ..فقد فتح عبد الناصر ابواب الجحيم على الإخوان فى السجن الحربى وأبو زعبل والقلعة،وكان صلاح نصر وشمس بدران وحمزة البسيونى وصفوت الروبى فرسان حلقة التعذيب حيث اذاقوا الإخوان الوانا شتى من العذاب والذى لم يعرفه بشر من قبل،وتعرض طبيبنا الصابر لكل انواع العذاب وبالرغم من هذه المحنة إلا انه كان يردد"أحكم السفينة فإن البحر عميق،وخفف الحمل فإن العقبة كؤد، واكثر الزاد فإن السفر طويل واخلص العمل فإن الناقد بصير". لقد عذب فى سجن ابو زعبل حتى فقد النطق،وظل معتقلا قرابة العشرين عاما فلم يجزع وظل صابرا محتسبا لله جهوده وإسهاماتة خرج الدكتور الملط من السجن بعد وفاة عبد الناصر فوضع نفسه فى خدمة دينه ودعوتة وعمل على لم شمل الإخوان واعادة هيكلهم ونشاطهم مع الأستاذ التلمسانى ومصطفى مشهور وغيرهم من الإخوان الذين صبروا علىدعوة الله. لقد ساهم الدكتور الملط فى اقامة المنشآت الطبية،ففى عام1954م وقبل المحنة عمل الدكتور الملط بمستوصف امبابة وكان مثالا للطبيب المسلم الورع وظل به حتى اعتقل فى محنة 1954م . وفى عام1973م خرج حاجا مع المستشار حسن الهضيبى المرشد العام،واستأنف نشاطه مع الأستاذ التلمسانى فجاب بالدعوة كثيرا من بلاد العالم بأمريكا واوربا ودول الخليج، كما انه زار الفلسطنيين المبعدين فى مرج الزهور وكان عمره انذاك ما يقرب من التسعين عاما وكان مندوبا عن نقابة الأطباء وكان معه الأستاذ احمد سيف الإسلام حسن البنا. كما انه ساهم بدور بارز فى القضية الأفغانية عندما حاول الإتحاد السوفيتى غزوها ،فكان يقوم بإرسال الأطباء الى افغانستان للمساهمة فى علاج المجاهدين. ولقد شارك الأستاذ مصطفى مشهور والأستاذ كمال السنانيرى والأستاذ عباس السيسى والأستاذ احمد حسنين وغيرهم فى تدعيم وترسيخ الدعوة فى البلاد الأخرى وتوثيق الصلة بباقى البلاد العربية والاسلامية والغربية،وتكوين التنظيم العالمى للإخوان،وكان من ضمن الوفد الذى ضم الأستاذ صالح أبو رقيق والحاج حسنى عبد الباقى والدكتور الملط الذى ذهب للسادات لتقديم وجهة نظر الجماعة فى الإصلاح والتى استلمها منهم المهندس عثمان احمد عثمان لتسليمها للسادات كما اسس الجمعية الطبية الإسلامية فى مصر وعمل على نجاحها،كما انشئ فروع اخرى لها داخل مصر وخارجها والتى نافست نظيراتها فى العالم العربى والإسلامى ،وكان له دور بارز فى قضية البوسنة والهرسك عن طريق لجنة الإغاثة. ولم تقتصر جهود الدكتور الملط على مجال الطب وحسب ،بل عمل على تربية جيل الأطباء المسلمين العاملين فى مختلف الميادين والذين كان لهم بعد ذلك دور بارز فى نقابتهم. لقد كان الدكتور احمد الملط من الرجال القلائل الذين صمدوا فى المحن، وظل المؤمن الصابر وواجه المحن برباطة جأش وايمان راسخ. وظل الدكتور الملط يعمل للدعوة وقد اختاره الأستاذ عمر التلمسانى نائبا للمرشد العام ،ثم اختاره الأستاذ محمد حامد ابو النصر هو والأستاذ مصطفى مشهور نائبين له. وفاتة خرج الدكتور الملط الى السعودية لأداء فريضة الحج ووفاته المنية وهو حاجا ملبيا فى ذى الحجة1415ه،يونيو1995م وصلى عليه فى المسجد الحرام ثم دفن بمكة المكرمة ،وقد نعاه العالم الإسلامى كله وبذلك طويت صفحة مجاهد من المجاهدين الذين عملوا وصبروا واحتسبوا اعمالهم لله،فوفاهم الله حسن ثواب الدنيا،ونسأله ان يوفيه خير الجزاء فى الأخرة،فرحم الله طبيبنا ومعلمنا الدكتور احمد الملط رحمة واسعة وثبتنا على طريق دعوتة حتى نلقاة،انه ولى ذلك والقادرعليه. [email protected]