قال الرئيس الأفغاني حامد كرزاي يوم الثلاثاء إن أفغانستان سترسل مبعوثين إلى قطر قريبا لبحث السلام مع حركة طالبان في الوقت الذي بدأ فيه حلف شمال الاطلسي الذي تقوده الولاياتالمتحدة آخر مراحل تسليمه المهام الأمنية للقوات الأفغانية. وما أعلنه كرزاي هو أول خطوة محتملة للتحرك قدما في عملية السلام التي تجاهد لتحقيق نتائج رغم عدة محاولات سابقة وسيلقى على الارجح ترحيبا من الدول الغربية التي تدعمه وفقا لما ذكرت وكالة "رويترز". وقال كرزاي في كابول "مجلس السلام الأعلى في أفغانستان سيسافر إلى قطر لبحث إجراء محادثات سلام مع طالبان" مشيرا إلى المجلس الذي شكله بنهاية عام 2010 لمتابعة المحادثات مع المتمردين. وجاء تصريح كرزاي خلال احتفال التحالف العسكري الدولي بآخر مراسم تسلميه المهام الأمنية للقوات الأفغانية. وأضاف "نأمل ان يفهم أخوتنا في طالبان ان العملية ستنتقل الى بلادنا قريبا." وحكمت الحركة الاسلامية أفغانستان بقبضة من حديد في الفترة بين عامي 1996 و2001 . ولم يتسن الحصول على الفور على تعليق من طالبان الافغانية. وشرح كرزاي ان هناك ثلاثة مباديء تحكم هذه المحادثات وانه بعد بدئها في قطر يجب ان تنتقل على الفور الى افغانستان وان تؤدي الى وقف العنف ولا تستغل كأداة للتدخل في أفغانستان من قبل "دولة ثالثة". وفي الشهر الماضي دعا كرزاي طالبان الى محاربة اعداء أفغانستان في تصريح فسر على نطاق واسع على انه هجوم على باكستان بعد ايام معدودة من اشتباك قوات الامن الباكستانية والافغانية على الحدود المشتركة للبلدين. ولم تعلق باكستان على الفور وهي التي ساعدت طالبان الافغانية على الوصول الى السلطة في التسعينات من القرن الماضي وتخوض الان مواجهة مع طالبان الباكستانية. ويقول عدد كبير من الزعماء الافغان ان باكستان ما زالت تساعد المتشددين في أفغانستان وترى فيهم اداة للتصدي لنفوذ الهند خصمها اللدود القديم. وقال مصدر دبلوماسي أفغاني في قطر لرويترز إن حركة طالبان تعتزم فتح مكتب هناك يوم الثلاثاء في خطوة تهدف إلى استئناف محادثات انهاء الصراع الدائر منذ 12 عاما. وأضاف "من المزمع فتح المكتب اليوم... سيساعد ذلك في استئناف محادثات السلام." وطالبان الباكستانية كيان مختلف عن طالبان الافغانية رغم انها كانت متحالفة معها. وقال المتحدث احسان الله احسان سعيد ان الجماعة الباكستانية ستؤيد محادثات السلام وستحترم أي اتفاقية سلام من خلال الامتناع عن شن هجمات عبر الحدود. لكنه قال ان مثل هذا الاتفاق لن ينطبق على طالبان الباكستانية في الداخل. وقال في محادثة هاتفية مع رويترز "نحن مستقلون عن طالبان الافغانية ونقاتل من أجل تنفيذ الشريعة في باكستان." واضاف "سنواصل القتال ضد هجمات الطائرات بدون طيار وجيش وحكومة باكستان اللذين يخضعان للنفوذ الامريكي." وسافر مبعوثون من طالبان الى قطر اوائل عام 2012 لفتح محادثات مع الحكومة الامريكية. لكن طالبان علقت المحادثات في مارس آذار من نفس العام قائلة ان واشنطن تبعث برسائل متضاربة بشأن عملية المصالحة الوليدة في أفغانستان. وأبرز انفجار يوم الثلاثاء في كابول الذي استهدف عضوا في مجلس السلام المخاوف من قدرة قوات الأمن الأفغانية البالغ قوامها 352 ألف جندي على التعامل مع التمرد المتصاعد بعد مغادرة معظم القوات القتالية الأجنبية لأفغانستان بحلول نهاية 2014. وقالت الشرطة الأفغانية ان انفجارا استهدف شيخا شيعيا بارزا في غرب كابول يوم الثلاثاء وقتل في الهجوم ثلاثة مدنيين على الأقل وأصيب 21 آخرون في الانفجار. صرح صديق صديقي المتحدث باسم وزارة الداخلية بأن الانفجار وقع أثناء مرور سيارة الشيخ محمد محقق وهو سياسي بارز من قبائل الهزارة وأبرز رجل دين شيعي في البلاد. ومحقق عضو بارز أيضا في المجلس الأعلى للسلام الذي شكله الرئيس حامد كرزاي عام 2010 للمساعدة في التوصل لاتفاق سلام مع حركة طالبان. وقال متحدث باسم الشرطة إن محقق لم يصب بأذى لكن عددا من حراسه أصيب بجراح. ووقع الهجوم بعد أسبوعين من هجومين كبيرين في كابول أعلنت طالبان مسؤوليتها عنهما حين هاجم مسلحون مطار العاصمة في العاشر من يونيو حزيران وقتل انتحاري 17 شخصا على الأقل أمام المحكمة العليا في اليوم التالي. ووقع انفجار يوم الثلاثاء قبل 90 دقيقة من بدء احتفال بحضور مئات من المسؤولين المحليين والدوليين على مشارف العاصمة بمناسبة نقل المهام الأمنية في آخر دفعة من الأقاليم والمناطق للقوات الافغانية. وهذه المناطق الواقعة في شرق وجنوب شرق البلاد هي من أكثر المناطق الأفغانية اضطرابا ومنها هلمند وقندهار وخوست وبكتيا وكونار. وحضر الاحتفال كرزاي والأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندرس فوه راسموسن