شهد الاجتماع المشترك للجنة الدفاع والأمن القومي ومكتب حقوق الإنسان بمجلس الشعب يوم الخميس تلاسنًا كلاميًا بين الأعضاء من نواب الحزب "الوطني" ونواب "الإخوان المسلمين" على خلفية ما أثاره النواب الإسلاميون بشأن اقتحام أجهزة الأمن لمنازل المواطنين وترويعهم والتعدي على النساء في عدد من المحافظات. قاد الهجوم النائب شيرين فؤاد حينما اعترض على كلام النواب سعد الحسيني وسيد عسكر وأشرف بدر الدين باتهام أجهزة الأمن بالفشل في حماية المواطنين، حيث علق قائلاً: "إيه الكلام الفاضي ده". وقال بدر الدين إن هناك ما يقرب من 25 ألف إخواني تم اعتقالهم خلال الفترة الماضية في الوقت الذي لم تصدر فيه أي محكمة مدنية في مصر عقوبة الحبس على أي منهم ولو ليوم واحد، واستدرك: بالمناسبة لو جهاز الأمن بيعتدي علينا فأنا قادر على حماية مراتي وعيالي وأخواتي، وتابع قائلا: هذه رسالة أوجهها للمجتمع، وثار النائب أبو الحسن الجزار غاضبًا، وتوجه إليه قائلاً: الكلام ده خطير ليه هو أنت شايفنا نسوان. كما ثار النائب حازم حمادي وهو ضابط شرطة سابق حين أشار النائب الإخواني يحي المسيري إلى واقعة اعتداء ضابط شرطة على مواطنة تدعى فاطمة من المحلة الكبرى، فضلا عن اعتداء مباحث أمن الدولة على النساء وسرقة الأموال حلى النساء على أيدي بعض أفراد الأمن، ورد قائلا: "مفيش ضابط شرطة حرامي.. أسمع إللي بقولك عليه عيب إللي إنت بتقوله ده..ده الضابط بيصرفوا من جيوبهم". وتدخل النائب أشرف بدر الدين، قائلا لحمادي: "الضابط إللي المسيري بيقول عليه ضابط مجرم وحرامي.. روح شوف كام ضابط محبوس في مزرعة طره بسبب الانتهاكات التي يرتكبونها يوميا"، فرد عليه حمادي قائلا: أنت كده بتغلط خليك معانا وكمل أيامك الباقية في الدورة، وتحول بنظره ناحية حسين إبراهيم نائب رئيس كتلة "الإخوان"، وقال له: "إنت عاجبك كلامه"، فرد عليه: "أنا مش عايزه يكمل بس لازم يقول رأيه والحقيقة". وزادت حدة الجدال بين النائبين شيرين فؤاد ويسري تعيلب، عقب تشكيك الأول في مصداقية كلام نواب الإخوان، قائلا: كل البيانات العاجلة اللي أنا شايفها مرسلة من فاكس تليفون واحد، ورد عليهخ النائب الإخواني: تدخل النائب الإخواني، وقال له: لا تتجاوز إنت بترد ليه، هو أنت ضابط من ضباط الداخلية هو إنت ماسك ربابة. ما أثار غضب فؤاد الذي اقترب من تعليب وحاول الاشتباك معه، قائلا له: "لو إحنا ماسكين ربابة أمال انتو أيه بتبوسوا الأيادي"، واسترد قائلا: تعالى عندي الدائرة وأنا هأوريك ماسك ربابة إزاي. وتدخل عدد من النواب لفض الاشتباك الذي كاد أن يتطور إلى استخدام الأيادي، وعلى إثر ذلك هدد اللواء فاروق طه رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بفض الاجتماع ما لم يلتزم النواب أماكنهم. وواصل نواب "الإخوان" اتهاماتهم للأمن، إذ أشار النائبان سعد الحسيني وياسر حمود إلى القبض على سيدات حوامل، بينما أشار النائب زكريا الجنايني إلى واقعة احتجاز طالبة بكلية الخدمة الاجتماعية بدمنهور في مكتب حرس الجامعة حيث تم تمزيق حجابها وملابسها وتقدمت ببلاغ للمحامي العام لنيابة دمنهور. من جهته، نفى اللواء حامد راشد مساعد وزير الداخلية اتهامات نواب الإخوان في البيانات العاجلة وطلبات الإحاطة التي بلغت 31 طلبا، وقال: وزارة الداخلية لا تقتحم بيوتا لكن سلطات الاحتلال هي التي تفعل ذلك. وأكد أن اقتحام أي منزل لا يتم إلا بإذن من النيابة العامة، وفض ما أثاره الأعضاء من وصف بعض ضباط الداخلية بالمجرمين، وشدد على أن جهاز الأمن يضم شرفاء، وقال إن وزارة الداخلية هي أولى الوزارات التي تقوم بين الحين والأخر كما يتراءى لما من معلومات موثقة بإنهاء خدمة الضباط المنحرفين وهو مثبت بموجب السجل القضائي. واستدرك راشد قائلا: نحن لا نتعامل مع قديسين وحديث كثير من النواب مأخوذ عليه أنهم حضروا هذه الوقائع وشدد على تطبيق وزارة الداخلية للقانون، ورد عليه النائب أشرف بدر الدين: نحن نطبق الشرع. وأكد مساعد وزير الداخلية أن وزارته تقوم بعملها نافيا اعتقالها للمعارضين السياسيين، واقترح الرد كتابيًا على طلبات الإحاطة، مشيرًا إلى أنه لا يوجد مانع من ذكر كافة الوقائع إذا تأذى هؤلاء النواب حقا. وانسحب نواب "الإخوان" احتجاجا على وصفهم من قبل النائب اللواء عبد الفتاح عمر، وكيل لجنة الدفاع والأمن القومي بأنهم جماعة منحلة خارجة عن القانون، تحاول أن تدس أعضاء منها داخل حركة 6 إبريل. ورد النائب أشرف بدر الدين "إيه العبث ده"، وقاطعه المستشار إدوارد غالي، رئيس لجنة حقوق الإنسان بمجلس الشعب، قائلاً: "إيه الكلام ده وإيه لازمته يكفى أن نقول إن أي نشاط غير قانوني هو مسئولية وزارة الداخلية"، ورفض عمر هذا الكلام، وأخذ يضحك ناظرًا لنواب الإخوان وهو يقول له: أنتم جماعة محظورة.
