أطلقت وزارة الداخلية أمس- بموجب قرار محكمة جنايات شمال القاهرة الصادر الأحد- سراح الدكتور محمود عزت نائب مرشد الجماعة وثلاثة من أعضاء مكتب الإرشاد، هم: الدكتور عصام العريان والدكتور عبد الرحمن البر والدكتور محيي حامد و12 آخرين من قيادات الجماعة، كانوا قد اعتقلوا منذ فبرار الماضي حيث وجهت لهم اتهامات بإحياء فكر سيد قطب. يأتي هذا في الوقت الذي رفضت محكمة جنايات شمال القاهرة أمس الاستئناف المقدم من هيئة الدفاع عن الدكتور أسامة نصر الدين عضو مكتب الإرشاد و11 من أعضاء الإخوان بالبحيرة ضد قرار استمرار حبسهم، منذ اعتقالهم مساء يوم 18 فبراير الماضي، وأيدت قرار نيابة أمن الدولة العليا باستمرار حبسهم. ونفت جماعة "الإخوان" ما تردد عن الإفراج عن قيادات الجماعة بموجب صفقة مع النظام، واتهمت الحكومة بالوقوف وراء ترديد "الشائعة" بغرض إفشال حوارها مع أحزاب المعارضة التي بدأتها الشهر الماضي بزيارة حزب "التجمع" وتبعته بزيارة مماثلة في وقت سابق الأسبوع إلى الحزب "الناصري". وأكد الدكتور محمد البلتاجي الأمين العام للكتلة البرلمانية ل "الإخوان" ل "المصريون" أن تلك المزاعم "كلام سخيف لا يقوله إنسان عاقل"، وقال إن جميع الاعتقالات التي تشنها أجهزة الأمن ضد الإخوان هي اعتقالات سياسية في حين أن الدكتور محمود عزت ورفاقه حصلوا على أحكام من القضاء بالإفراج عنهم، كما أن قيادات الإخوان ليسوا سلعة ليتم التفاوض بشأنها مع النظام الحاكم. واتهم البلتاجي النظام بالوقوف وراء ترديد تلك الشائعات المغرضة عن دخول "الإخوان" في صفقة معه، واعتبر أن الهدف من ذلك محاولة لإفشال جولات الحوار الناجحة التي يخوضها "الإخوان" حاليا مع الأحزاب السياسية للاتفاق على أجندة موحدة لقوى المعارضة في مواجهة استبداد وفساد النظام وأجهزته، على حد قوله. ووضع هذا في إطار "انزعاج" الحكومة من قيام "الإخوان" بالتنسيق مع حركة التغيير التي يقودها الدكتور محمد البرادعي، المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية ضد مخطط التوريث، ومنع أقارب رئيس الجمهورية من المشاركة في الحياة السياسية، مشددا على أن "الإخوان" يدعمون الحراك الذي يقوده البرادعي والقوى السياسية والوطنية ويدهم ممدودة لكل من يحارب فساد النظام واستبداده. من جانبه، أعرب الدكتور محمد جمال حشمت عضو مجلس الشورى العام في الجماعة عن دهشته الشديدة من الشائعات التي يرددها البعض عن صفقات بين الإخوان والنظام، وقال: بأي منطق يعقد الإخوان صفقة مع الحكومة.. هذا كلام لا يستحق الرد عليه. واتهم حشمت النظام الحاكم والإعلامي الحكومية بالوقوف وراء ترديد هذه الشائعات بهدف ضرب حالة الحراك العام الذي تشهده الساحة السياسية حاليا خاصة جولات الحوار بين الإخوان وأحزاب المعارضة، وتساءل مستنكرا: كيف نعقد صفقات في حين يقوم النظام بمصادرة أموال الإخوان ويعتقل المئات منهم في غياب القانون ويحاكمهم أمام المحاكم العسكرية والاستثنائية.