حين ينبري وزير إعلام النظام السوري محسن بلال ليطالب باعتذار الزميل أحمد منصور عن جملة وردت في برنامجه شاهد على العصر مع قائد انقلاب الانفصال اللواء عبد الكريم النحلاوي من أننا شعب بينضحك عليه .. يتخيل المرء وكأن وزير الإعلام السوري حريص إلى هذه الحد على شخصية سوريا وهويتها وكرامتها وعزتها بينما هو الوزير الذي فعل بالصحافي ما فعل وهو الذي نُقل عنه الكلام الخطير من شتم الذات الإلهية ليهين بذلك مليار ونصف المليار مسلم دون أن يعتذر ... حين ينبري النظام ليطالب الزميل أحمد منصور بالاعتذار للشعب السوري وهو الحريص على الشعب السوري أكثر من الوزير يكون النظام كطبيب يحاول أن يضحك على مريضه المصاب بالسرطان بأن مرضه لا يتعدى الزكام والصداع وبالتالي يعطيه الوصفة الطبية المختلفة تماما عن مرضه، وهنا لا نستطيع أن نقول إلا أن الطبيب يضحك على مريضه، أما من يتجرأ ويقول له إنك مريض بالسرطان وعليك أن تتعالج وفقا لذلك فهذا لا يكون ممن يضحك على المرضى .. باختصار النظام في سوريا لا يريد نبش تاريخ سوريا، ولا يريد معه التذكير برموز الشخصيات السورية السابقة، لأن هذا يكشف البون الشاسع بين الطرفين، فالنحلاوي ظهر في الحلقات صادقا في كلامه، وكشف ملفات لا يريد النظام أن يسمعها ولا أن يسمعها الشعب السوري بعد أن نجح في طرد تلك الرموز التاريخية، فأن يأتي الزميل منصور ويذكر الشعب السوري بشخصيات مثل النحلاوي وهو يقول إنه أخذ موافقة الأستاذ الكبير عصام العطار على انقلابه ويذكّر النحلاوي برموز سوريا فهذا من المحرمات للنظام السوري الذي يسعى جاهدا أن يحصر الذاكرة السورية بحكمه وحكم رموزه فقط .. نحن في سوريا مضحوك علينا منذ عقود وإليكم الأدلة ؟؟!! 1- شعب يعيش تحت قوانين استثنائية وحكم طوارئ منذ عام 1963 دون أن يحرك ساكنا، فيه القضاء معطل ، والرئيس هو رئيس القضاء الأعلى، وشعب رضي وسكت على وضع شيخ الحقوقيين السوريين هيثم المالح البالغ ثمانين عاما من السن، وشعب سكت على اعتقال قادة إعلان دمشق، وسكت على اعتقال مهند الحسني وشعب سكت على اعتقال فداء الحوراني وسكت على اعتقال طل الملوحي وآيات أحمد وسكت على نظام يبني من السجون أكثر مما يبني من المدارس .. وشعب يسكت على اجتياح إيراني صفوي له ولأرضه ولسمائه وخضرته وهوائه ماذا تقول عنه .؟؟؟ 2- شعب يعيش في ظل نظام يدعي الجمهورية والديمقراطية ثم يورث الحكم إلى نجله ويسكت مع هذا على تغيير دستور في غضون دقائق ليوصل الحاكم بأمره دون أي اعتراض وحين يعترض أحد من أعضاء البرلمان يزج به في السجون ...ماذا تقول عنه كشعب. 3- شعب سكت على قانون سنه رئيس النظام السابق حافظ أسد بإعدام كل منتسب إلى فكر الإخوان المسلمين ولا يزال ساريا ؟؟ هل يوجد قانون في الأرض يحاكم على أساس الفكر ويعدم على أساس الفكر، هل يوجد شعب في الأرض يسكت على هذا وهو يرى شبابه يعدمون لانتسابهم إلى فكر، وهل ثمة شعب يسكت إزاء اعتقال آيات أحمد لأنها تعتنق الفكر السلفي ؟؟؟ 4- شعب يعيش في ظل حيتان من أمثال رامي مخلوف ويتم طرد رجال أعمال سوريا ومفكري سوريا، ويُدفن خيرة من أنجبته سوريا خارج أرضها .. ويسكت على من اغتال رموز من بنان الطنطاوي إلى الصباغ والبيطار ويصفق لجلاده أليس شعبا مضحوكا عليه .. 5- شعب يرى بأم العين أن رأس النظام السابق سلم القنيطرة والجولان ولا يزال يرفع شعارات الممانعة والمقاومة، بينما يلاحق شعبه سجنا وتشريدا وتعذيبا في الوقت الذي يتمتع بخيرات سوريا حفنة من الأشخاص ... 6- شعب يسكت على حرمان كل أبناء العائلات العريقة من المناصب العليا في تمثيل سوريا، إذ من المتعذر إن لم أقل من المستحيل أن تعثر على سفير أو وزير من العائلات السورية العريقة، أليس شعبا مضحوكا عليه .. 7- شعب هام على وجهه من أجل البحث على لقمة العيش في ظل نظام رمم البلد نسبة إلى رامي مخلوف على وزن خصخصة، وشعب يعيش على أقل نوع من الخدمات بينما كانت العواصم المجاورة له قبل مجيء البعث قرى بالنسبة لدمشق وحلب مع الاحترام والتقدير لتلك العواصم ... إن التخدير الذي يمارسه النظام وأبواقه في مطالبة الزميل أحمد منصور الذي أعرفه تماما يكن كل الاحترام والتقدير لنا كسوريين، إن هذا التخدير هو للضحك علينا كسوريين والاستمرار في عملية الضحك علينا وتخديرنا، فما وصلنا إليه قاع لم يعد بعده قاع .. ومن المعيب أن تنتشر الديمقراطية في كل الدول المجاورة لسوريا ونحن نعيش في حكم الفرد الواحد .. هل من نيسان آخر يحل على سوريا ..لنحتفل بعيد الجلاء الحقيقي في جلاء الاستبداد وحكم الفرد الواحد وعودة الديمقراطية و الديمقراطيين ..